مع دخول الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الحادي عشر،تزايدت معاناة الفارين من الحرب في مراكز الإيواء بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وتحت تصاعد شدة الاقتتال اضطرت عشرات الأسر من مغادرة منازلهم باحياء مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور؛ هربا من المدافع والرصاص الطائش،فضلا عن توقف إمدادات المياه والكهرباء وقفل الأسواق.
بعد رحلة استغرقت 3 أيام من( الأربعاء حتى يوم السبت) لم يتناولوا خلاله وجبة غذاء واحدة، وصل الحاج ادم يوسف مع أفراد أسرته إلي الفاشر .
وقال يوسف لراديو تمازج “هربنا إلى الفاشر بعد أخبارنا بالانسحاب من حي ” الجير ” الواقعة في محيط اشلاق الجيش خوفا من تزايد وتيرة الحرب” .
وتابع يوسف: أطفالي باتوا على ظهر العربة بعد إبلاغ المواطنين بالانسحاب من حي ” الجير ” نهار الأربعاء،بعدها أوفدت إبني لإبلاغ بقية الأسرة بحي ” السلام ” للتجهيز للسفر.
واضاف يوسف: غادرنا حي السلام شرقي نيالا صبيحة الخميس مرورا بمنطقة بدار السلام التي أخذنا فيها أولى وجباتنا الغذائية قبل أن يحل بنا المقام في الفاشر.
ويشير يوسف؛ في الفاشر ظلننا تحت الأشجار قبل أن يتم تسجيلنا من قبل مفوضية الشؤون الإنسانية بعدها قدمت لنا بعض المساعدات لكن حقيقة الأوضاع صعبة وظروفنا الاقتصادية أكثر تعقيدا.
وختم يوسف قوله: نتمنى أن يعم السلام السودان كافة يتمكن فيه النازحين للعودة إلى مناطقهم.
وكشفت النازحة نور الشام آدم (30) عاما وأم لثلاثة طفلات من جانبها ، إنها غادرت نيالا مع طفلاتها بعد أن أصابتها رصاصة طائشة في منزلها بحي النهضة.
وتشير ادم في حديثها إن الرصاصة مازالت مستقرة في صدرها بسبب عدم امتلاكها مبلغ مالي كافي لإجراء الفحوصات الطبية لاستخراجها، في الوقت الذي سافر فيه زوجها مجددا لنيالا لحراسة المنزل من السرقة.
واشتكت آدم من تردي الأوضاع المعيشية في مدرسة السلام (7)، بجانب إنها مازالت تعاني من الألم في صدرها مما فأقمت بدورها من معاناة أطفالها الثلاثة.
فيما تقول زهرة سليمان وهي عشرينية هربت مع أسرتها من حي السلام من جهتها ، أن نيالا أصبحت صعبة بسبب اشتداد المعارك ولا تصلح للبقاء على حد قولها لذلك جاءت إلي الفاشر.
وتابعت سليمان الفاشر آمنة والذين استقبلونا لم يقصروا في مساعدتنا لكن مازلنا نعاني بسبب نقص الأكل والخدمات الأساسية وخاصة الحصول على المياه.
وزادت” نأكل اللحم في الأسبوع مرة واحدة وبعض المرات نكتفي بوجبة غذاء واحدة في اليوم”.
وطالبت سليمان المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالتدخل لمساعدة الفارين من الحرب.
وكانت مفوضية الشؤون الإنسانية الولائية بشمال دارفور قد أعلنت الاسبوع المنصرم،وصول اعداد مراكز الإيواء المؤقتة للنازحين الفارين بسبب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم بمحلية الفاشر، إلي 96 مركزا ،بينما عدد الأسر في هذه المراكز ” 23240 ” أسرة، فيما بلغ اعداد الأفراد فيها ” 117912 ” فردا.
وأفادت إلي أنهم يتوزعون في مخيمي زمزم وابوشوك ومدينة الفاشر وأم هجاليج وجوخي غربي الفاشر.