قال السياسي المخضرم البروفيسور بيتر أدوك نيابا، إن الحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، لا يمارس الديمقراطية، منتقدا شركاء السلام لفشلهم في تنفيذ اتفاقية تسوية النزاع لعام 2018.
جاءت تصريحات البروفيسور أدوك نيابا، يوم “الأربعاء” في أثناء مخاطبته الحوار المدني والسياسي، الذي استمر ثلاثة أيام لرسم الطريق إلى الأمام فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة.
وقال نيابا: “دعونا نكون صريحين وواضحين، الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم تكن حزبا سياسيا، بل جسم عسكري، والأجسام العسكرية لا توجد ديمقراطية”.
وقال البروفيسور أدوك، وهو وزير سابق بالحكومة القومية، إن المشكلة التي تواجه جنوب السودان هي أن “هناك من يريد البقاء في السلطة حتى أن يموت”. وكان السياسي المخضرم يشير إلى القيادة العليا في البلاد.
وأضاف “إذا أردتم أن تأخذوا منه السلطة فسوف يتسبب في الحرب، لذا؛ الحوار سيكون بجانب آخر حتى نتركه هناك، لكن دعه يطور البلاد، أو يسمح بتشكيل حكومة قادرة على العمل وتطوير البلاد”.
وشدد المثقف الجنوب سوداني، على ضرورة الحوار بين أطراف الاتفاقية، حول الطريق للمضي قدما فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة، مشددا على ضرورة التركيز على أسباب فشل الأطراف في تنفيذ اتفاق السلام.
وقال: “الناس يتحدثون عن الانتخابات في ديسمبر 2024، وهذا أمر جيد، لكن الحزب الحاكم لم تتوفر لديه شروط إجراء هذه الانتخابات”.
ودعا البروفيسور أدوك، إلى إعادة اللاجئين من الدول المجاورة إلى جنوب السودان للمشاركة في الانتخابات الوطنية. قائلا: “إن اتفاق السلام ينص على ضرورة إعادة اللاجئين إلى وطنهم”.
وأضاف: “لدينا أيضا أشخاص في مراكز حماية المدنيين، هؤلاء مواطنون، وعندما تكون هناك انتخابات، يجب أن يكونوا جزءا منه”.
وساطة الإيقاد
وانتقد السياسي البارز الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد”، بسبب صيغة تقاسم السلطة التي اعتمدتها خلال محادثات السلام. وقال: “هذا الشيء الذي يسمى اتفاق السلام المنشط هو مجرد خدعة، ولم يعالج مشكلة الحرب ولماذا قاتل الناس في عامي 2013، و2016، لأن إيقادا تصر على تقاسم السلطة”.
وتابع: “نحن نعرف أين تكمن المشكلة، لكن الناس لا يريدون أن يقولوا ذلك، وهذه هي مشكلة المجتمع المدني لأننا نطلق على أنفسنا اسم المجتمع المدني، والعديد منا منظمات غير حكومية، وهي ليست مجتمعا مدنيا حقيقيا لأن الثقافة السياسية في الجنوب السودان لا يزال ضعيفا”.
وقال: “ما هو على الواقع الآن هو أن لدينا اتفاق سلام، وأطراف الاتفاق لا يريدون تنفيذه لأن الذين يملكون السلطة يريدون الاحتفاظ بالسلطة، ولا يريدون منحها لأي شخص آخر”.