اتهمت قيادة كنيسة المسيح “ناكاسونقولا”، يوم الأحد، رئيسة المجلس التشريعي القومي الإنتقالي بجنوب السودان، جيما نونو كومبا ، باستخدام الأجهزة الأمنية للاستيلاء على أراضي الكنيسة بالقوة.
في وقت سابق من هذا الشهر، لقي شخصين على الأقل مصرعهما، وأصيب أثنين آخرين، خلال إطلاق نار حدث أثناء هدم الكنيسة التي تقع خلف البرلمان مباشرة.
وتعهد القس مايكل كيني ليمي، المشرف العام في مكتب أسقف كنيسة المسيح “ناكاسونقولا”، في مؤتمر صحفي عقده بجوبا، بالقتال من أجل أرض الكنيسة، وألقى اللوم على رئيسة البرلمان جيما نونو كومبا في تدمير الكنيسة والوفيات والإصابات الناتجة عن ذلك.
وأوضح كيني :”نود إبلاغ مسيحيينا أن الكنيسة موجودة في هذا المكان منذ أكثر من 40 عامًا ولن تتحرك إلى أي مكان. البرلمان ونونو كومبا مسؤولون عن كل ما حدث، وهي تعمل ليل نهار لتدمير صورة جنوب السودان”.
ونفى ليمي ادعاءات البرلمان بأن الكنيسة تم تعويضها بمنزل آخر وتم تخصيص قطعة أرض أخرى للانتقال إليها.
وأبان :”إدارة الكنيسة ليست على علم، ولم تشارك في أي تجمع أو حوار أو ما شابه ذلك ولم يتم تزويدها بأي وثائق ذات صلة كما يدعي البرلمان. إذا كانت لديهم وثيقة تفيد بأنهم منحوا أرض الكنيسة للإنتقال إليها، دعهم يفعلون ذلك علنًا. لماذا يختبئون؟”.
وأضاف :”ندعو البرلمان إلى إبراز ما يثبت السداد، بما في ذلك الأرصدة وكشوف البنوك، وأسماء البنوك التي دفعت الأموال المذكورة لتعويض الأرض”.
كما قلل ليمي من أهمية مزاعم رئيس لجنة الإعلام في البرلمان، جون أقانج دينق، بأن قضية الأرض قد تم حلها في محكمة العدل بشرق أفريقيا لصالح البرلمان.
وقال :”المحترم جون أقانج كذب بأن القضية تم حسمها في محكمة العدل بشرق أفريقيا وفصل فيها لصالح البرلمان”.
وتابع :”نطلب من البرلمان، تقديم تفاصيل حكم المحكمة، وأيام الجلسات، والحضور، والقضاة الذين فصلوا في القضية ومحامو الطرفين”.
وذكر القس أنه طُلب من الحكومة تقديم دفاعهم في محكمة شرق أفريقيا لكنهم لم يمتثلوا.
من جانبه، قال ديفيد جامبو، نجل الأسقف المؤسس للكنيسة، إن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أصحاب النفوذ الإستيلاء على أرض الكنيسة، وزعم أن حاكم ولاية الاستوائية الوسطى إيمانويل عادل أنطوني حاول من قبل الإستيلاء على الأرض، لكنه فشل.
وأوضح جامبو :”تم منح الأرض للكنيسة من قبل حاكم ولاية الاستوائية الوسطى السابق، كلمنت واني كونقا ، بعض رجال الأعمال أحضروا الصينيين لتشييد فندق على الأرض، لكن الصينيين رفضوا وقالوا إن المكان هو كنيسة. بعد ذلك، حاول الجيش الشعبي لتحرير السودان الإستيلاء على الأرض وفشل، وهم يستخدمون البرلمان الآن”.
وكشف جامبو عن وجود مقبرة جماعية على الأرض المتنازع عليها دفن فيها أكثر من 90 شخصًا قتلوا خلال النضال من أجل التحرير، وأشار إلى أن مؤسس الكنيسة مدفون أيضًا على نفس الأرض.
من جهته، قال جون أقانج، رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان، إن الكنيسة خسرت قضية ملكية الأرض في محكمة مختصة في جوبا، وطُلب منها إخلائها، مشيراً إلى أن حكم المحكمة هو ما أدى إلى هدم الكنيسة في وقت سابق من هذا الشهر.
وأوضح أقانج :”بعد أن يطلب منك إخلاء المكان، ماذا يعني ذلك؟ هل يعني هذا أنك لم تخسر القضية؟ كيف يقولون إنني أكذب على الجمهور، بينما أمرتهم المحكمة بمغادرة المكان؟”.
وأضاف :”أعتقد أن المحكمة المختصة التي أصدرت هذا الحكم مرت على المستندات والأوراق موجودة”.
وتابع :”تم رفع القضية بدوني ونونو، كانت موضوع إداري تم من خلال البرلمان، لذا ما أين جاءت نونو فيها (القضية)”.