قال خبير اقتصادي في جنوب السودان، إن المعلومات الخاطئة حول ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، هي المحرك الرئيسي لارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق، وحث البنك المركزي ووزارة المالية على كبح جماح المضاربين بالعملة الصعبة، الذين يرغبون في الاستفادة من الاضطرابات في السوق.
وفي حديثه لـ راديو تمازج ، يوم الخميس، اتهم البروفيسور موريس مدوت، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة جوبا، بعض الأفراد داخل المؤسسات المالية العامة بـ “هندسة المضاربة” كلما أرادت البنك المركزي بيع العملة الصعبة بالمزاد، مشيرًا إلى المحرك الرئيسي لسعر الدولار وانخفاض الجنيه المحلي هي المضاربة.
وشدد البروفيسور مدوت أن “المضاربة في السوق المالي تشكل تهديدًا لاقتصاد جنوب السودان والعملة المحلية”.
وأوضح :”حتى لو كان هناك ما يكفي من الدولار المعروض، طالما هناك معلومات خاطئة في السوق، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في قيمة جنيه جنوب السودان مقابل الدولار”.
وذكر البروفيسور مدوت، إنه دون تحويل العملة الصعبة إلى الأشخاص الشرعيين مثل المصدرين والمستوردين الحقيقيين، فإن الوضع الاقتصادي لن يتغير.
وأبان :”كما قلت، المزاد العلني للدولار أمر أساسي، لأنك في الأخير، ستحتاج إلى العملة الصعبة لتتمكن من توفير السلع الأساسية”، وتابع قائلًا :”ولكن من المهم أيضًا أن تذهب تلك المناقصة إلى الجهات الفاعلة المناسبة في البنوك والمستوردين والمصدرين”.
وأشاد الخبير الاقتصادي، بالحكومة لإدارتها بفعالية، المزاد الخاص بالأموال المقدمة من صندوق النقد الدولي في 2019 و 2021 خلال فترة Covid-19، وحثهم على استخدام نفس الصيغة.
كما عزا البروفيسور موريس مدوت، ارتفاع سعر الصرف وزيادة الأسعار إلى انخفاض الإنتاجية في البلاد.
وارتفع سعر صرف العملة الصعبة مقابل الجنيه المحلي في جنوب السودان مؤخرًا، حيث يتم حاليًا استبدال الدولار الواحد بسعر 800 جنيه في السوق السوداء، بينما يبلغ سعر الصرف الرسمي في البنك المركزي 762 جنيه.
وأدى الانخفاض الكبير في سعر الجنيه، إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بالأسواق في جميع أنحاء البلاد.
وفي هذا الأسبوع، أعلن بنك جنوب السودان المركزي، عن خطط لبيع 5 ملايين دولار أمريكي في مزاد للبنوك التجارية والصرافات.