يشارك خبراء دوليون في مؤتمر وضع آليات العدالة الانتقالية في جنوب السودان، لضمان العدالة والمساءلة، يستمر ثلاثة أيام في جوبا.
المؤتمر هو الأول من نوعه في جوبا يشارك فيه خبراء من جنوب إفريقيا وغامبيا ورواندا وسيراليون والكونغو وإثيوبيا لتبادل خبراتهم بعد الصراع مع جنوب السودان.
وانطلق المؤتمر يوم الإثنين، تحت شعار “بناء نموذج نظام العدالة الانتقالية مستدام لجنوب السودان”.
وحضر حفل الافتتاح الرئيس سلفا كير، والنائب الأول للرئيس رياك مشار، نواب الرئيس الأربعة، ووزراء، وحكام الولايات، وكبار الإداريين وخبراء دوليون.
وقال الرئيس سلفا كير ميارديت، في كلمته إن الخبرة التي سيشاركها الخبراء مع جنوب السودان ستساعد البلاد في بناء نظام العدالة الانتقالية الخاص بها.
وتابع: “أعلم أن العديد منكم سافروا حول العالم والبعض عمل في منظمات مختلفة والبعض الآخر يأتون من بلدان لديها خبرة في العدالة الانتقالية، لقد تحملتم جميعا السفر للحضور ومشاركة خبراتكم معنا في الوقت الذي تكافح فيه لبناء نظام العدالة الانتقالية الخاص بنا”.
وقال كير، إن العدالة الانتقالية ستمنح الناس الفرصة للبحث عن الحقيقة، والمصالحة وتضميد الجراح الحرب على أساس الحقيقة.
وأبان كير، إنه يعتبر الفصل الخامس في الاتفاقية مهما لأنه نص على العدالة الانتقالية والمساءلة، ويمنح الناس الفرصة لقول الحقيقة وستتاح لأولئك الذين تثبت إدانتهم فرصة الاعتذار وطلب المغفرة.
وقال: “الضحايا سيجدون أيضا القلب للمسامحة والحصول على تعويض وجبر الضرر”.
وقال روبن مادول أرول، وزير العدل والشؤون الدستورية في جنوب السودان، إن المؤتمر سيثري مشاريع قوانين إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة والشفاء والتعويضات وإجبار الضرر.
وقالت ريبيكا جوشوا أوكواشي، رئيسة كتلة الحركة الشعبية لتحرير السودان في البرلمان القومي، إن المؤتمر يساعد مشاريع القوانين والبلاد على اكتساب الخبرة من الدول الإقليمية لبناء نظام عدالة انتقالية قوية.
من جانبه قال الرئيس المؤقت لمفوضية المشتركة لمراقبة والتقييم، شارليس تاي قيتولي، إن “من المهم أن يكون نموذج العدالة الانتقالية الذي سيتم استخدامه في جنوب السودان محليا ويتوافق مع شعور الناس بالعدالة”.
وأبان إنه من المتوقع أن تكون النتائج مفيدة وتساعد العملية التشريعية لأجل إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة وتضميد الجراح وسلطة التعويضات وإجبار الضرر.
وأضاف: “يوفر هذا المؤتمر فرصة للتفاعل وتبادل المعرفة حتى يتمكن جميع المشاركين من المساهمة في تطوير نموذج جنوب السودان للعدالة الانتقالية”.
ينص الفصل الخامس من اتفاق السلام لعام 2018 في جنوب السودان على العدالة الانتقالية، يتضمن إجراءات الحقيقة والمصالحة وتضميد الجراح والتعويضات والمساءلة.
وينص الاتفاق أيضا على إنشاء محكمة مختلطة لمحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب. لكن القادة السياسيين في جنوب السودان سعوا عدة مرات لعرقلة إنشاء هذه المحكمة.