قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن جنوب السودان يتصدر قائمة الدول الأكثر خطورة على عمال الإغاثة في العالم، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية من الاحتياجات المتزايدة وقيود الوصول ونقص التمويل.
في بيان الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى 40 هجوما على عمال الإغاثة هذا العام، وأن جنوب السودان سجل أكبر عدد من الهجمات ضد عمال الإغاثة، وفقا لتقرير أمن عمال الإغاثة لعام 2023.
ويضيف أن الهجمات خلفت 22 قتيلا من عمال الإغاثة و36 جريحا.
وقال بيتر فان دير، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان، “لقد فقد الكثير من العاملين في المجال الإنساني، ومعظمهم من مواطني جنوب السودان، أرواحهم أثناء محاولتهم تخفيف معاناة من حولهم”.
وأضاف: “مع احتفالنا باليوم العالمي للعمل الإنساني، نكرم ذكراهم ونحيي تفانيهم ونكران الذات”.
وقال البيان: “إنه في جميع أنحاء جنوب السودان، يواجه العاملين في المجال الإنساني، ومعظمهم من الموظفين الوطنيين، قيودا شديدة أثناء محاولتهم الوصول إلى المحتاجين من العنف المسلح، والعوائق البيروقراطية، والتدخل العملياتي، والعنف الموجه، والتهديدات، ونهب ممتلكات”.
وجاء في البيان “تم تسجيل معظم الحوادث الأمنية في ولاية جونقلي وإدارية منطقة بيبور الكبرى، وولاية أعالي النيل، وولاية الوحدة وولاية الاستوائية الوسطى وولاية غرب بحر الغزال ومنطقة أبيي الإدارية”.
ويضيف: “بين فبراير ويونيو 2023، أعاقت الأنشطة الإجرامية، من الكمائن، ونهب الشاحنات التجارية والإنسانية، وانعدام الأمن بين ولاية جونقلي ومنطقة بيبور الكبرى، التمركز المسبق للإمدادات قبل موسم الأمطار، وأجبرت على وقف مؤقت لبعض العمليات الإنسانية”.
وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تستمر الحوادث ضد عمال الإغاثة حتى مع زيادة الاحتياجات الإنسانية وتأخر التمويل.
يحتاج حوالي 9.4 ملايين شخص أي أكثر من ثلثي سكان جنوب السودان، إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ويحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى 1.7 مليار دولار أمريكي لتوفير المساعدة لحوالي 6.8 ملايين شخص.
وقال البيان إن اعتبارا من 16 أغسطس، تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة 43.8 %، بالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع في السودان المجاور إلى تدفق أكثر من 220 ألف لاجئ وعائد ومواطني دول أخرى إلى جنوب السودان منذ أبريل.
ومن المرجح أن يؤدي الاكتظاظ في النقاط الحدودية ومراكز العبور وموقع حماية المدنيين في ولاية أعالي النيل إلى زيادة التوترات والصراع حول الوصول إلى الخدمات والموارد الأساسية.
وأضاف أن “العائدين الضعفاء، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن، سيتعرضون لمزيد من المخاطر الصحية الخطيرة”.
وقال فان دير: “إن الافتقار إلى بيئة مواتية للعاملين في المجال الإنساني يؤثر بشكل كبير على الدعم الحيوي المنقذ للحياة للفئات الأكثر ضعفا، وتضع الأزمات الجديدة ضغطا إضافيا على الوضع الإنساني الهش بالفعل”.
في عام 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بتخصيص يوم 19 أغسطس كيوم عالمي للعمل الإنساني.