أطلقت وزارة النوع والطفل والرعاية الاجتماعية بجنوب السودان، رسميا بروتوكول مافوتو، وهي “الاتفاقية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة”.
يأتي هذا الحدث التاريخي بعد توقيع رئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت على البروتوكول ليصبح قانونا.
وتم تبني بروتكول مافوتو من قبل رؤساء الدول والحكومات في مدينة مافوتو في موزمبيق في 11 يوليو 2003. ويعد من أكثر بروتكولات حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة شمولا وتقدما في العالم.
وعلى الرغم من مصادقة برلمان جنوب السودان على البروتكول في أكتوبر 2017، فقد تم الإعراب عن تحفظات بشأن بعض البنود. وشملت هذه التحفظات مخاوف بشأن تعدد الزوجات، وفرض قيود على خيارات الصحة الجنسية والإنجابية، مثل الحق في تقرير إنجاب الأطفال، وتحديد عددهم والمباعدة بين الولادات، وكذلك الحصول على وسائل منع الحمل والرعاية الآمنة والإجهاض.
وشددت جيما نونو كومبا، رئيسة المجلس التشريعي القومي الانتقالي في جنوب السودان، خلال حفل الإطلاق الرسمي، على ضرورة استعداد المرأة لمواجهة التحديات الناشئة عن الأعراف الثقافية الراسخة، مشيرة إلى أن ليس كل الأشخاص في جنوب السودان يؤمنون بالمساواة بين الرجل والمرأة.
وقالت: “بينما نطلق هذا البروتوكول، يجب أن ندرك أن لن يكون رحلة سلسة، ستواجه المقاومة بينما نتحدى الأعراف الثقافية التي تم ترسيخها منذ فترة طويلة، وأن لتقليل المقاومة الاستعداد للتعبير عن أهمية البروتوكول بطرق جيدة وتفاهم”.
ودعت إلى ضرورة تضافر الجهود بين الحكومة والشركاء الدوليين ومنظمات المجتمع المدني، من أجل التنفيذ الفعال للبروتوكول، وتعهدت بالتزام المجلس التشريعي القومي بنشر البروتوكول للنساء على مستوى القاعدة الشعبية.
وقالت آية بنجامين ورايلي، وزيرة النوع والطفل والرعاية الاجتماعية، إن إطلاق البروتوكول في جنوب السودان يظهر تفاني الحكومة والشعب في حماية حقوق النساء والفتيات، مشيرة إلى أنه تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في جهودهن المستمرة لخلق مجتمع عادل وشامل.
وأضافت أن الإطلاق يوفر فرصة للحوار وتبادل الخبرات مع الدول الأعضاء الأخرى، لافتة إلى أن وزارتها وضعت خارطة طريق لضمان التنفيذ الفعال للبروتوكول حتى على مستوى القاعدة الشعبية.
وسلطت جاكلين شاندرو دراما، مديرة منظمة ستيوارد للمرأة، الحاصلة على جائزة “مافوتو”، الضوء على عملها في مناصرة التصديق على البروتوكول في جنوب السودان، والرحلة الطويلة والصعوبات التي واجهتها في تحقيق هذا الإنجاز.
وأكدت على الحاجة إلى بذل جهود جماعية لضمان التنفيذ الناجح للبروتوكول.
وأشادت رقية محمد، ممثلة الاتحاد الأفريقي، بمصادقة جنوب السودان على بروتوكول مافوتو، واعتبرت أن ذلك سيعطي زخما إيجابيا عقب المؤتمر الدولي حول أجندة تحول المرأة الذي ستنعقد هذا العام.
وأضافت: “هذا الإطلاق يوضح التزام الحكومة بتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق النساء والفتيات في جنوب السودان”.