عقدت منظمة الاعتدال للحوار ومناهضة التطرف وبناء السلام، جلسة لمجموعة من أبناء مدينة عديلة بشرق دارفور، الأسبوع الماضي، تناولت كيفية الحد من انتشار خطاب الكراهية وسط المجتمعات المتعايشة في المنطقة.
وأقر عدد من المشاركين في الجلسة وجود خطاب الكراهية بين مجتمعات ولاية شرق دارفور مقدمي آراء للحد منه.
وقالت فاطمة سليمان، وهي صيدلانية لراديو تمازج، إن خطاب الكراهية منتشرة في منطقة عديلة، مشيرة إلى ممارسة التمييز بين الناس واضطهاد الآخرين.
أوضحت أن معالجة خطاب الكراهية يتم عن طريق “الوعي الفردي”، بإحاطة الفرد بخطورة خطاب الكراهية بين المجتمعات ومن ثم توعية المجتمع.
وقالت نضال عبد الله محمدي، إن خطاب الكراهية منتشر في مدينة عديلة، وأن لتفادي انتشاره يجب إقامة الندوات التوعوية عن ضرورة ابتعاد الناس من اللغة التي تحط من كرامة الآخرين.
وقال آدم إبراهيم عجيب، إن خطاب الكراهية انتشر بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
من جانبه قال عباس تجاني، الباحث في دراسات السلام، لراديو تمازج، إن إحدى المعضلات التي تواجه المجتمع في مناطق النزاعات هي انتشار الإشاعات والأخبار المضللة والزائفة، ما عدها “رافعة لخطاب الكراهية”.
وأوضح أن عوامل اجتماعية وثقافية ساعدة في انتشار خطاب الكراهية. وتابع: “يتجلى خطاب الكراهية في الصراع الدائر بين الجيش والدعم السريع وبين الدوائر الداعمة لطرفي الحرب”.
وقال إن العديد من المفردات المستخدمة تعد لغة تحط من الكرامة وتضمر الازدراء.
ووصف عباس الأوضاع في ولاية شرق دارفور مقارنةً بالولايات الأخرى في الإقليم “بالأفضل”، وأرجع ذلك أن الولاية لم تشهد نزاعا مسلحا طويلا بين الجيش وقوات الدعم السريع مثل ولايات دارفور وولاية الخرطوم والجزيرة.
وقال إن الإعلام يلعب دورا كبيرا في الحد من خطاب الكراهية، مشيرا إلى ضرورة تدريب الصحفيين في مناطق النزاع على تجنب إثارة خطاب الكراهية في تقاريرهم الإخبارية.
ولفت إلى ضرورة منح مساحة التعبير للمكونات الاجتماعية للتعبير عن ثقافاتهم عبر إقامة أنشطة اجتماعية مشتركة بين المجموعات المختلفة، مع ضرورة سن قوانين تجرم اللغة التي تحمل محمولا عدائيا أو داعيا للكراهية.