قالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم “الأحد” إن إعادة ظهور لاجئ سابق كان قد اختفى قسرا منذ أكثر من عام أمام محكمة في جنوب السودان، يشير إلى الحاجة الملحة لإصلاح جهاز الأمن الوطني.
وقالت هيئة حقوق الإنسان في بيان صحفي حصل عليه راديو تمازج، إنه يتعين على سلطات جنوب السودان أن تضع حدا عاجلا للاعتقالات والاحتجازات التعسفية التي تقوم بها جهاز الأمن للمنتقدين والناشطين وأعضاء المجتمع المدني، التي يشكل بعضها حالات اختفاء قسري، وأن هذا مؤشر على التراجع المثير للقلق في البلاد لمشهد حقوق الإنسان.
وفقا للبيان وثقت هيومن رايتس ووتش، ثلاث حالات اختفاء قسري أخرى في الأشهر الأخيرة، واحتجزت قوات الأمن شخصين بشكل تعسفي، بينهم عمدة سابق لبلدية مدينة جوبا، دون أوامر قضائية، وأن منذ ذلك الحين أنكر جهاز الأمن أي معلومات حول مكان وجودهم، كما أن الجهاز متورط في اختفاء ناشط شاب عند نقطة تفتيش، وفشلت السلطات في التحقيق فيه بشكل فعال.
وقال ماوسي سيغون، مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “لقد ارتكب جهاز الأمن في جنوب السودان منذ سنوات انتهاكات صارخة للقانون الوطني والدولي دون عواقب، والانتهاكات الصارخة لحقوق الناس من قبل جهاز الأمن، تؤكد الحاجة إلى إصلاح عاجل وهادف للجهاز”.
يمنح قانون جهاز الأمن الوطني لعام 2014 الجهاز صلاحيات واسعة وغير مشروطة تمكنه من ارتكاب انتهاكات خطيرة مع الإفلات من العقاب. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش، أن ممارسة جهاز الأمن الوطني لهذه السلطات الواسعة ساهمت في تقليص المساحة المتاحة للمجتمع المدني، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة، ويمارس الجهاز سلطته دون رقابة قضائية أو تشريعية.
وبحسب البيان في 24 أبريل 2024، قام جهاز الأمن الوطني بإحضار موريس مبيور أويكجوك، وهو معارض لاجئ سابق في كينيا، أمام محكمة مقاطعة في جوبا لمواجهة تهم التشهير الجنائي ضد مدير الجهاز.
وكان أويكجوك، قد اختفى قسرا في 4 فبراير 2023، في نيروبي بكينيا، واحتجزه جهاز الأمن الوطني، الذي كان يرفض الاعتراف باحتجازه أو الكشف عن مكانه، يقول البيان.
وكانت لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان، قد أصدرت تقريرا عن اعتقال أويكجوك، على يد قوات الأمن الكينية ورجل من جنوب السودان يرتدون ملابس مدنية، وإعادته قسريا عبر رحلة طيران مستأجرة، واحتجازه بمعزل من قبل جهاز الأمن الوطني.
في إبريل اعترف جهاز الأمن بأنه يحتجزه، وأشار إلى أنه سيوجه إليه اتهامات جنائية بالتشهير.
وقال هيومن رايتس ويتش، إن في أواخر شهر مارس، استدعى جهاز الأمن الوطني الناشط السياسي مايكل واتهيلك، إلى مقر الجهاز واحتجزه، على حسب إفادة أحد أقاربه لـ هيومن رايتس ووتش. ولم تعترف السلطات بعد باحتجازه أو تكشف عن وضعه أو مكان وجوده. وإن هذه هي المرة الرابعة التي تحتجز فيها الناشط السياسي بشكل غير قانوني.
وقالت مصادر موثوقة لـ هيومن رايتس ووتش، إن بيار أجاك مارول، الناشط الشبابي الذي يترأس منظمة محلية Junubin Chronicles، وهي مجموعة غير حكومية تنفذ حملات حول القضايا الاجتماعية من خلال الموسيقى، تم احتجازه في 4 أكتوبر 2023، عند نقطة تفتيش من قبل قوات مشتركة من الشرطة والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن القومي. وقالت المصادر إن بيار احتجز في البداية في مركز احتجاز بطرف النهر، ثم نقل إلى مقر الجهاز “البيت الأزرق”، حيث لا يزال محتجزا، ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق بشكل مستقل.