حذر الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان “الثلاثاء”، في تنوير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن الأزمة في السودان كان لها تداعيات كبيرة على تنفيذ اتفاق السلام المنشط بجنوب السودان.
أشار نيكولاس هايسوم، إلى سلسلة من التحديات التي تعرقل تقدم اتفاق السلام، وعلى رأسها تدفق اللاجئين من السودان، وتصاعد العنف في ملكال، والحاجة إلى إنشاء مساحة مدنية وسياسية قبل إجراء انتخابات ذات مصداقية.
وحذر من أن القدرة الاستيعابية لجنوب السودان تتعرض لضغوط كبيرة وأنه منذ منتصف أبريل، عبر أكثر من 117 ألف شخص من السودان إلى جنوب السودان، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الهش في جنوب السودان.
وأبان أن من الجانب السياسي قلل الصراع في السودان من النطاق التركيز والانتباه على جنوب السودان، وأن جهود الرئيس كير والإيقاد لإنهاء الصراع في السودان تستحق الثناء، ولا ينبغي السماح للجدول الزمني لعملية السلام في جنوب السودان بأن يصبح تكلفة الفرصة البديلة لهذه الجهود.
وتابع: “في جنوب السودان، تؤدي هذه العوامل إلى تفاقم المسببات والدوافع الحالية للصراع، مما يعقد الوضع الأمني الهش بالفعل في جميع أنحاء البلاد، والتقارير التي تفيد بأن رعاة الماشية المهاجرون الشماليون يرفضون العودة إلى السودان مثيرة للقلق، وقد يؤدي عدم وجود اتفاقيات محلية تنظم حركة الماشية خارج موسم الجفاف إلى زيادة مخاطر الاشتباكات بين الرعاة الشماليين والمجتمعات الزراعية في جنوب السودان”.
وبحسب هايسوم، فإن التصعيد الأخير للعنف في مدينة ملكال، إضافة للشبكة الواسعة للنزاعات القبلية التي تتصدى لها بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وقال إن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة.
وقال للمجلس “الآن ليس الوقت المناسب لإبعاد أعيننا عن الوضع في جنوب السودان، نعتزم توسيع نطاق تواجد القوة في جميع أنحاء البلاد مع الاحتفاظ بالاحتياطيات لمعالجة حالات الطوارئ بين المجتمعات المحلية ما قبل الانتخابات”.
وأشار هايسوم إلى أن جنوب السودان ليس مستعدا بعد لبدء عملية الانتخابية، وإنه لا يمكن أن تكون أي عملية انتخابية ذات مصداقية دون مساحة مدنية وسياسية كافية.
وقال: “التحديات عديدة، لكنني آمل أنه من خلال التعاون والشراكة والقيادة المستدامة، تحقيق تغيير إيجابي في الحياة بجنوب السودان”.
من جانبه قال الرئيس المؤقت لمفوضية مراقبة السلام شارليس تاي قيتواي، أن البطء في تنفيذ السلام يرجع لغياب الثقة بين الأطراف، وعدم كفاية الموارد، ومستويات العنف المجتمعي المستمر والكوارث الطبيعية.
وأضاف أن هناك حاجة إلى عدة معايير مرجعية حتى تكون الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر 2024، حرة وذات مصداقية، بما في ذلك استكمال توحيد وإعادة انتشار القوات، من أجل توفير الأمن المرتبط بالانتخابات وإعادة تشكيل المؤسسات المكلفة بالتحضير وإجراء الانتخابات.
من جهته، قال مارك إمباجليازو، سكرتير مجتمع القديس إيقيديو الكاثوليكي، إن مبادرتهم في جنوب السودان عبر منبر “روما”، لديها تفويض كامل من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت للتفاوض مع غير الموقعين على الاتفاقية المنشطة.
وقال إن الحوار في روما قلل من العنف في البلاد وخلق الأمل في السلام.