كغيرها من ولايات السودان الاخرى اثرت الحرب على ولاية غرب دارفور حيث تم تخريب المؤسسات الصحية وسرقة المعدات والمستهلكات الطبية والادوية ، وتخريب البنية التحتية بجانب هجرة الكوادر الطبية ؛جميعها عوامل ساعدت على تراجع تقديم الخدمات الصحية بالولاية.
وأغلقت المؤسسات العلاجية أبوابها أمام المرضى بالكامل بعد اندلاع الحرب في ١٥ أبريل واستمر الإغلاق لمدة شهرين حرم فيها المواطن بالولاية من الحصول على الخدمات العلاجية مما ادي الي وفاة معظم أصحاب الأمراض المزمنة.
وتم تشكيل لجنة طبية مجتمعية برئاسة الدكتور محمد الموفق ابوبكر سليمان اخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية ،استطاعت اللجنة اعادة مستشفي الجنينة وبعض المراكز الي الخدمة بجهد شعبي خالص و كوادر متطوعة.
وأرجع المدير العام لوزارة الصحة بالولاية الاستاذ عبدالسلام مصطفي صالح في تصريح لراديو تمازج ، سوء الخدمات الصحية والعلاجية إلى هجرة أكثر من ٧٠٪ من الكوادر الصحية بسبب الحرب.
وقال “نعمل حاليا بنسبة ٣٠٪ من الكادر وهذا أثر على تقديم الخدمات الصحية بالإضافة الي العامل الأمني الذي فتح الباب واسعا أمام اللصوص للسطو على المستشفيات والمراكز الصحية بجانب وزارة الصحة”.
و أوضح المدير العام لوزارة الصحة أن حجم التخريب للمؤسسات الصحية فاق نسبة ٤٠٪ حيث تم سرقة المعدات والادوية وحرق بعض المباني .
وأضاف المدير العام لوزارة الصحة “عملنا على إعادة المؤسسات الصحية وتكامل فيها الجهد الشعبي والرسمي ؛عادت مستشفي الجنينة وعدد من المراكز إلى الخدمة”.
وبين انهم قاموا بزيارة مع الوالي الي محليات جنوب الولاية بيضة ، هبيلا ، وفوربرنقا ، و وجدوا أن المراكز فاتحة لكن ينقصها الكثير .
وتابع “التواصل مع الوزارة الاتحادية ضعيف وذلك لظروف الحرب وانقطاع شبكة الاتصالات لكن بعد الانفراج الذي حصل تواصلنا معهم ومتوقع أن تصلنا أدوية خلال أيام”.
وقال الدكتور مصعب عبد الحكيم المدير الطبي لمستشفي الجنينة التعليمي ، انهم وصلوا لمرحلة تقديم الخدمة بعد جهد مجتمعي و الكوادر الطبية المتطوعة .
و اشار مصعب الي ان المستشفي دمُر بالكامل وتمت سرقة الاجهزة والمعدات الطبية.
وأفاد دكتور مصعب إن الاقسام العاملة بالمستشفى هي التوليد والأطفال والتغذية والحوادث وبعض الأقسام تعمل ٢٤ ساعة مثل الولادة والأطفال والحضانة.
وبين أن الأمراض المنتشرة هي الملاريا والاسهالات وسوء التغذية والولادة القيصرية.
وقال ان دخول المنظمات خاصة منظمة أطباء بلا حدود ساهم في سهولة تقديم الخدمات حيث استلمت قسم الاطفال ، بالاضافة الى عدد من المبادرات الشعبية مثل مبادرة المنصة القومية للتنمية والديمقراطية.
و عبر حسين كبير والد الطفلة فاطمة التي ترقد بقسم الاطفال ، عن رضاه الكامل من مستوى تقديم الخدمة ، وقال يعود الفضل إلى منظمة أطباء بلا حدود التي وفرت الادوية ومعدات النظافة وناشد المنظمة أن توسع نطاق عملها ليشمل باقي الاقسام.
وأبان التجاني فضيل ضابط تغذية ومشرف مركز التغذية بمستشفى الجنينة ، ان المركز يقدم خدمات التغذية العلاجية للأطفال بصورة منتظمة.
وقال فضيل “قبل الحرب هناك مراكز تقدم خدمات التغذية في مناطق كلبس ومورني وفوبرنقا وكرينك جميعها أغلقت بسبب الحرب، مركزنا هو المركز الوحيد الذي يقدم خدمات التغذية العلاجية بالولاية”.
علي صعيد متصل زادت الاضطرابات النفسية في الولاية بسبب الحرب وضغوطات الحياة حيث أوضح دكتور عمر عبداللطيف اختصاصي نفسي اجتماعي ، أن خدمات الصحة النفسية متوفرة في الولاية في مركز النموذجي و مستشفي الجنينة ومركز التغذية بجانب مركز معهد افريقيا.
من جانبه قال دكتور محمد الموفق ابوبكر سليمان أن معظم من المؤسسات العلاجية الخاصة والعامة عادت إلى الخدمة بجهد المتطوعين.
ودق موفق ، ناقوس الخطر مبيناً ان الاودية نفدت ولا يوجد خطوط إمداد جديدة بسبب الحرب.
واشار الى وجود حميات مجهولة يشتبه بأنها حمى الضنك أدت إلى وفيات وذلك ناتج عن عدم اصحاح البيئة وانتشار ناقل البعوض والطفيليات.
وقال موفق ، ان الامراض المنتشرة وسط النساء والأطفال هي سوء التغذية والملاريا والإسهالات بجانب الحميات المجهولة.