احد عمال الصحة يعاين طفلا بسبب علامات سوء التغذية في مركز صحي في مركز نيومانزي للاجئين في أوغندا، مايو 2017.

في اليوم العالمي للاجئين: أزمة الغذاء تهدد حياة لاجئي جنوب السودان

آلاف من لاجئي دولة جنوب السودان في مخيمات السودان وأوغندا للاجئين، يشكون أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد وصعوبة في الحصول على أولويات الحياة من الغذاء والصحة.

آلاف من لاجئي دولة جنوب السودان في مخيمات السودان وأوغندا للاجئين، يشكون أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد وصعوبة في الحصول على أولويات الحياة من الغذاء والصحة.

يحتفل العالم في 20 يونيو، كل عام باليوم العالمي للاجئين، احتفال هذا العام تحت شعار “اي شخص، كان أينما كان، وفي أي زمان له الحق في التماس الأمان”. في وقت التي تعاني منها اللاجئون من الأزمات العالمية.

منتصف شهر يونيو الجاري، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، من أن يؤدي تفاقم أزمة الأمن الغذائي إلى ارتفاع مهول في أعداد اللاجئين حول العالم، البالغ حوالي 100 مليون حاليا. وربطت المنظمة الأممية بين تداعيات الحرب في أوكرانيا وتدهور الأوضاع الإنسانية لملايين الأشخاص، خاصة في الدول الفقيرة، فذكرت أن قلة المواد الاستهلاكية الأساسية وارتفاع الأسعار ينذر بانتشار أوسع للجوع والأمراض.

في هذا التقرير نسلط الضوء على حياة اللاجئين الجنوب سودانيين في معسكرات اللاجئين في الخرطوم وشمال أوغندا، عن أوضاعهم المعيشية في ظل أزمة الغذاء التي تعاني منها العالم.

العديد من اللاجئين الذين تحدثوا لراديو تمازج، يشكون من سوء الأوضاع المعيشية، وأنهم يفتقدون لابسط متطلبات الحياة اليومية من الغذاء والرعاية الصحية، بجانب انتشار الأمراض وسط النساء والأطفال.

أنجلو دوناتا، لاجئ في مخيم “دار السلام” بالحاج يوسف في الخرطوم، يقول في حديثه، إن لاكثر من عام لم يحصلوا على مساعدات انسانية من أي منظمة، وأن ظروفهم الإنسانية في المعسكر سيئة للغاية، مبينا ان من ضمن التحديات التي تواجههم هو مشكلة السكن. وزاد: “نسكن في منازل مبنية من مواد محلية لا تتحمل الظروف المناخية من البرد والأمطار”.

ويضيف دوناتا، أن العديد من اللاجئين تركوا المعسكرات ويقيمون في منازل القديمة أو قيد التشييد في أطراف ولاية الخرطوم. مبيناً أنهم كلاجئين لا يتمتعون بحقوقهم الأساسية.

وتابع: “نتمنى من الحكومة والمجتمع المضيف ومنظمات الأمم المتحدة النظر في أوضاع اللاجئين بتوفير أبسط إحتياجات الحياة من الغذاء”.

مع الازمة الإقتصادية وغلاء المعيشة يشكو اللأجئيين الجنوب سودانيين المقيمين في أطراف ولاية الخرطوم، من انتشار امراض سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن.

منال عبد الله أكول، رئيسة جمعية أسرتنا في معسكر ود البشير غربي مدينة أم درمان، في حديثها لراديو تمازج، تقول إن “هناك انتشار كبير لأمراض العيون وسوء التغذية وسط الأطفال، مبينة أن من خلال المتابعة والعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في المعسكر وجدوا أن معظم اللاجئين يعانون من مشاكل في العيون وسوء التغذية.

وقالت: “العمى الليلي منشره بسبب النقص في الغذاء وغالبية الأسر في المعسكر يتناولون وجبة واحد في اليوم”.

اللاجئ رمضان اودوك، منسق لاجئي أعالى النيل في مخيم نيفاشا في أمدرمان، يقول ان هناك نقصا كبيرا في الغذاء بجانب انتشار الأمراض وسط اللاجئين. ويضيف أدوك أنهم لم يحصلوا على الإغاثة من المنظمات الإنسانية لوقت طويل.

وقال اودوك، إن “الأطفال يعانون من سوء التغذية، والمنازل الذي نقيم فيه لا تقاوم ظروف فصل الخريف، وتعبنا من الشكاوى للمنظمات دون أي تدخل منهم”.

السلطان جيمس نون، من مخيم “سودان جديد” في جبل أولياء، يقول إن حكومة السودان ساعد اللاجئين في توفير الأمن، لكن أزمة الغذاء تحد كبير للاجئين في ولاية الخرطوم مع الظروف الإقتصادية.

يشير السلطان جيمس، إلى أن اللاجئين يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على فرص العمل للاعتماد على أنفسهم في تلبية متطلبات الحياة. نسبة لغلاء المعيشة في السودان.

وتقول اللاجئة أدينق جمعة، أم لسبعة أطفال من مخيم “بورلي” اللاجئين الجنوب سودانيين في أوغندا، أن خفض الحصص الغذائية من قبل المنظمات الإنسانية فأقمت أوضاعهم الإنسانية.

وتضيف: “الغذاء غير كافِ، وليس لدينا المال لشراء الطعام، الأطفال يعانون من الجوع “.

فريدة جون، أم لاربعة أطفال، في مخيم بُورلي، تقول إن زوجها هرب وتركها مع مسؤولية الأطفال. قائلة: “فقط احصل على ملوة الذرة، واثنين كريستال زيت، واحيانا اقوم ببيع بعض من مواد الإغاثة من أجل توفير تكاليف العلاج للاطفال لأن لا توجد أدوية في المرافق الصحية “.

اللاجئ محمد عمر، يقول انه يصرف “14” شلن أوغندي شهريا، واثنين قطعة صابون، قائلاً: “طالبنا مسؤولي منظمات الإغاثة بزيادة الحصص الغذائية لكن ليس هناك رد منهم “.

وقال: “لا نحصل على الطعام، ولا نستطيع العودة إلى وطننا، ونتمنى في هذا اليوم العالمي للاجئين أن تنظر الحكومات والمنظمات في أوضاع العمل للاجئين من أجل تحسين المعيشة “.

نيوكا أبراهام، هي أم لعشرة أطفال، تقول انها انخرطت في الزراعة والمشاريع الصغيرة لتوفير متطلبات الحياة اليومية من الطعام.

وقالت: “منذ العام الماضي قامت المنظمات بـ تقليص الحصص الغذائية، لذلك قررت الانخراط في الزراعة، لأنه اسرتي تتكون من 10 أفراد، ورب الأسرة غير موجود في المخيم “.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك ما يقدر بنحو 1.6 مليون نازح داخليا في جنوب السودان، وحوالي 2.2 مليون لاجئ من جنوب السودان في أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان.

يُعتبر برنامج الأغذية العالمي أكبر وكالة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم، وهو يقدم المساعدة الغذائية في حالات الطوارئ ويعمل مع المجتمعات المحلية على تحسين التغذية وبناء القدرة على الصمود. ويساعد البرنامج نحو 80 مليون شخص في حوالي 80 بلداً كل عام.