في أول خطاب له في جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم “الثلاثاء”، حث البابا فرانسيس المجتمع الدولي على منح الدولة الواقعة في وسط إفريقيا حكمها الذاتي، ولا ننظر مكفوفين عن الاستغلال والعنف.
وأبان البابا في خطابه من حديقة قصر الأمة في كينشاسا: “هذا البلد وهذه القارة يستحقان الاحترام والاستماع إليهما، إنهم يستحقون أن يجدوا مكانا وأن يتلقوا الاهتمام”.
وقال: “أتمنى أن يعترف العالم بالأشياء الكارثية التي حدثت عبر القرون على حساب الشعوب المحلية، وألا ينسى هذا البلد وهذه القارة”
وتابع: “ارفعوا أيديكم عن جمهورية الكونغو الديمقراطية”. وهتف الجمهور تفاؤلا لحديث البابا: “ارفعوا أيديكم عن أفريقيا! توقفوا عن خنق إفريقيا، أفريقيا ليست منجما يجب تجريده أو أرضا يتم نهبها”.
ووصل البابا فرانسيس إلى كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد ظهر يوم 31 يناير. في زيارة هي المحطة الأولى في رحلة تستغرق ستة أيام تشمل جنوب السودان.
وخرج السكان بالآلاف على أطراف الشوارع استقبالا للبابا، ووقفوا في صفوف في مسافة تبعد خمسة أميال بالسيارة من مطار ندولو إلى المقر الرئاسي، وهتفوا ورفعوا الأعلام.
والتقى البابا فرانسيس على انفراد بالرئيس فيليكس تشيسكيدي قبل لقاء مع السلطات والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني في البلاد.
وأشار البابا فرانسيس في خطابه إلى استمرار جمهورية الكونغو الديمقراطية في الاستغلال السياسي، وما أسماه “الاستعمار الاقتصادي”، وعمالة الأطفال، والعنف.
وقال: “هذا البلد الشاسع والمليء بالحياة، هذا الحجاب الحاجز لأفريقيا، الذي ضربه العنف مثل ضربة على المعدة، بدا لبعض الوقت وكأنه يلهث لالتقاط الأنفاس”.
وقال البابا: “بينما تقاتل الشعب الكونغولي، للحفاظ على كرامتهم وسلامة أراضيها ضد المحاولات المؤسفة لتقسيم البلاد، فإنني آتي إليكم، باسم يسوع، من أجل المصالحة والسلام”.
وأضاف: “رغبتي بالشدة هو أن أكون هنا والآن جئت أخيرا وأجلب لكم العاطفة للكنيسة الكاثوليكية بأكملها”.
وقل البابا فرانسيس: “أنا هنا لاحتضانكم وأذكركم، بأنكم ذات قيمة لا تقدر بثمن، وأن الكنيسة والبابا يثقان بكم، وأنهما يؤمنان بمستقبلكم، والمستقبل الذي بين أيديكم، والتي تستحق من أجلها تكريس كل مواهبك من الذكاء والحكمة والصناعة”.
وأضاف: “يريدنا الأب السماوي أن نقبل بعضنا البعض كأخوة وأخوات لعائلة واحدة، وأن نعمل من أجل المستقبل مع الآخرين وليس ضد الآخرين”.
وقال إن الله “يقف دائما إلى جانب الجياع والمتعطشين للعدالة، يجب ألا يتعب المرء أبدا من تعزيز القانون والإنصاف في كل مكان، ومكافحة الإفلات من العقاب والتلاعب بالقوانين والمعلومات”.
تسبب العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في أزمة إنسانية حادة حيث نزح أكثر من 5.5 ملايين شخص من منازلهم، وهو ثالث أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم.
من المقرر أن يلتقي البابا فرانسيس بضحايا العنف من الجزء الشرقي من البلاد يوم 1 فبراير في كينشاسا عقب قداس من المتوقع أن يحضروه مليوني شخص. ما يقرب من نصف 90 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية هم من الكاثوليك.
يوم الجمعة سيصل البابا فرانسيس إلى جمهورية جنوب السودان، ضمن رحلته المسكونية إلى أفريقيا، في زيارة تعتبر هي الأولى للبابا إلى أحدث دولة في العالم والتي مزقتها الحرب الأهلية أيضا.