رأي: 3 في 1

من الذي همس في اذن رئيس الجمهورية حتى يوافق الرئيس كير على ايقاف مشروع ” التطهير والتجريف لنهر نأم في ولاية الوحدة” ؟ ، بغض النظر عن الضغوطات التي مورست على الحكومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى يجد الرئيس نفسه مجبرا على الرضوخ لهذه الضغوطات ، من جهة، ومن الناحية الاخرى يتضمن خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال الاشارة الى هذا الموقف، بالرغم من ان ذات الضغوطات لم تكن من الجهات الرافضة للمشروع ، بل كانت هنالك اصوات اخرى تعلو تدعم التجريف والتطهير معا.

من الذي همس في اذن رئيس الجمهورية حتى يوافق الرئيس كير على ايقاف مشروع ” التطهير والتجريف لنهر نأم في ولاية الوحدة” ؟ ، بغض النظر عن الضغوطات التي مورست على الحكومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى يجد الرئيس نفسه مجبرا على الرضوخ لهذه الضغوطات ، من جهة، ومن الناحية الاخرى يتضمن خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال الاشارة الى هذا الموقف، بالرغم من ان ذات الضغوطات لم تكن من الجهات الرافضة للمشروع ، بل كانت هنالك اصوات اخرى تعلو تدعم التجريف والتطهير معا.

بدأ ان خطاب الرئيس قد انحاز الى طرف دون الاخر ، فتخيل البعض ان الامر قد انتهى عند هذا الحد، لذا لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي ان تمتد خطوط الاستهجان لهذا الموقف الى اراض الواقع عبر التدافع الشعبي في بانتيو الرافض لهذا القرار، مع التشديد هنا ان حاكم الولاية حليف مهم لرئيس الجمهورية منذ اندلاع الحرب في ديسمبر 2013م وحتى الان مع قرب نهاية الفترة الانتقالية. وبالرغم من ان حاكم الولاية لم يصدر اي تعليق رسمي له، الا ان الموقف الرسمي لحكومة الولاية كان عنوان تحفظهم عن الموقف الصادر وفي انتظار ان تفعل الحكومة شئياً حيال تردي الاوضاع العامة في البلاد لنحو عام تقريبا منذ اجتياح موجه الفيضانات للاخضر واليابس في ولاية الوحدة الغنية بالنفط والتي تعاني ايضا من تداعيات التلوث البيئي بفعل استمرار الولاية في انتاج النفط .

*وبعيداً عن ردود الافعال داخل مدينة بانتيو ، فالعاصمة جوبا لم تكن معزولة تماما عن هذا الحراك الداعم للتطهير والتجريف ايضاً ، ففي وقت كان الجميع يتوقع الموقف الصادر من قبل نائبي رئيس الجمهورية ” الجنرال تعبان دينق قاي الدكتور جيمس واني ايقا” خلال مراسم تأبين الراحل مناوا بيتر قاركواث، الا ان الموقف الصادر من الرئيس جعل الكل يستغرب حول الطريقة التي تدير بها الحكومة مثل هذه القضايا ، فهذه القضية تحديدا اظهرت تباعدا عجيبا في موقف النائبين اذا وضعنا استثناء لموقف النائب الاول لرئيس الجمهورية دكتور ريك مشار باعتباره يمثل موقف تنظيمه السياسي، فما الذي يمكن قراءته في مواقف كلا من الرئيس ” كير ” ونائبيبه ” تعبان وايقا ” ، كون ان الثلاث من تنظيم سياسي واحد؟.

*وهنا تحديدا كان من الطبيعي ان يصدر السؤال الرئيسي حول الملابسات التي دعت الاثنين الى التمسك بمواقفهما بالرغم من الموقف الصادر من رئيسهما، وهي ملابسات بدلا من ان تدار داخل الغرف المغلقة ذهب الاثنين على نهج التشديد على ما صدر منهما اثناء التأبين وخلال المشاورات الشعبية التي اطلقها مكتب رئيس الجمهورية، ليبرز تأكيدا على اختلاف المواقف داخل مؤسسة واحدة، فهل من تداعيات محتملة لهذا التصدع ؟.

* يسجل هذا الجدال اول موقف مخالف  يسجله نائب رئيس الجمهورية جيمس واني ايقا، الذي ظل متسقا في كل شئ يصدر من قبل رئيس الجمهورية بإستنثاء الموقف الاخير ، وقد ذهب تأكيدا لموقفه المخالف الى القول بإنه لا يمكن أن يصمت الجميع حيال قضية تتعلق بموت الالاف من المواطنين،  وهو في ذات السياق يسير في الاتجاه الذي يمضي اليه رفقيه نائب رئيس الجمهورية تعبان دينق قاي ، والذي يبدو من الوهلة الاولى ان اتجاه في ذات الطريق يمثل موقفا سياسيا كان لابد له ان يمضي فيه طالما انه ينتمي الى ولاية الوحدة التي تشهد حراكا داعما للتطهير والتجريف ، ولكن كيف يمكن تبني هذه المواقف على نحو مؤسسي بعيدا عن حسابات سياسية شخصية لكل طرف داخل المؤسسة الواحدة ؟ .

الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

mathiangcirilo@gmail.com


 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج