أصدرت وزارة الصحة في جنوب السودان، يوم “الأحد”، تحذيرا من تصاعد تفشي الكوليرا في منطقة إدارية بيبور الكبرى، ودعت إلى تدخل فوري لإنقاذ الأرواح.
ووفقا لوزارة الصحة، فقد أودى تفشي المرض، الذي بدأ في مقاطعة ليكوانقولي وامتد إلى قمروك، بحياة 155 شخصا من أصل 888 حالة مُبلغ عنها.
ومن بين هذه الوفيات، وقعت 66 حالة في المرافق الصحية، بينما حدث 89 حالة داخل الأحياء السكنية.
في حديثه لراديو تمازج، عزا الطبيب جون بابا، من وزارة الصحة الوطنية، تفشي المرض إلى سوء النظافة ونقص مياه الشرب النظيفة، والذي تفاقم بسبب النزوح الأخير على طول نهر نانام.
وقال إن الفيضانات ألحقت أضرارا بالآبار والصنابير، مما أجبر النازحين داخليا على الشرب من مصادر مياه ملوثة.
وتابع “أن تفشي الكوليرا ليس إلا سوء النظافة ونقصا في مياه الشرب النظيفة، وعندما يشرب الناس مياه الأنهار الملوثة، تكون النتيجة إسهالا مائيا حادا وشديدا”.
واستجابةً للأزمة، حشدت وزارة الصحة، بالتعاون مع شركاء مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود، الموارد. وأشار إلى أن إرهاق المانحين يعيق جهود الاستجابة إلى حد بعيد.
وقال “لقد استدعينا جميع شركاء الصحة لبذل المزيد من الجهود؛ لأننا لا نستطيع احتواء تفشي المرض بمواردنا المحدودة، ونعتقد أن التواصل مع منظمات مثل منظمة أطباء بلا حدود سيساعد على إنشاء مركز عزل مناسب”.
وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود فريق لتقييم الوضع، ووفرت إمدادات طبية، بما في ذلك السوائل وأملاح الإماهة الفموية، إلى مستشفى مقاطعة جبل بوما. كما قدمت وزارة الصحة 84 كرتونة من السوائل و10 علب من محلول معالجة الجفاف كجزء من الاستجابة الطارئة.
وأكد أن الإجراءات الحالية غير كافية للتعامل مع العدد المتزايد من الحالات، لا سيما في ظل محدودية قدرة مراكز العزل الحالية على الاستيعاب.
كما أعرب نقابة أطباء جنوب السودان، عن قلقه إزاء تفشي المرض، واصفا إياه بأنه أزمة إنسانية ناجمة عن نقص الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وهشاشة نظام الرعاية الصحية.
وحثت النقابة الحكومة على اتخاذ إجراءات فورية، مؤكدة على ضرورة تخصيص أموال الطوارئ لشراء الإمدادات ونشر فرق الاستجابة السريعة، في ظل تغير أولويات تمويل الجهات المانحة.
ودعت الشركاء الدوليين إلى زيادة المساعدات اللوجستية والإمدادات الطبية والموارد البشرية لاحتواء تفشي المرض ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.