قالت شرطة ولاية أعالي النيل جنوب السودان، إن مدينة ملكال شهدت تصاعدا للتوترات الأمنية، على خلفية وصول جرحى من جنود الحكومة، نتيجة للقتال بين الجيش وعناصر الجيش الأبيض في مقاطعة اولانق على بعد 152 كليو متر من مدينة ملكال.
يخوض عناصر “الجيش الأبيض”، قتالا مع القوات الحكومية والمدعومة من القوات الأوغندية، في أجزاء مختلفة من ولاية أعالي النيل منذ فبراير الماضي.
وقال اللواء جوزيف ميان أكون، مدير شرطة الولاية لراديو تمازج يوم “الأحد”، بأن هجمات إجرامية استهدفت اثنين من أفراد قبيلة النوير في ملكال، لكنه نفى التقارير التي أفادت بوقوع عنف واسع النطاق ضد أبناء النوير في المدينة.
وقال إن خلال اليومين الماضيين، سجلت الشرطة هجومين فقط، ويعملون على إلقاء القبض على المسؤولين، مبينا أن الادعاءات بتعرض العديد من الأشخاص للطعن غير صحيحة.
وتابع: “تعرض شخص لهجوم بساطور في السوق على يد مجرمين، وهذه الجماعات تنشط في كل مكان، بما في ذلك جوبا، لذا لم يكن هذا هجوما مستهدفا، وفي حادثة منفصلة، يوم السبت، أُصيب رجل بالرصاص، لكنه نجا ويتلقى العلاج. وقد أُبلغ الحاكم بالحادثة”.
وعن أسباب استهداف فئة معينة في مدينة ملكال. قال مسؤول الشرطة، إن هذه الجماعات تستهدف الناس عشوائيا، وغالبا ما تسرق الهواتف، وأقر بأن الاشتباكات المستمرة بين الجيش وميليشيا الجيش الأبيض قد أججت الخوف.
وقال “ملكال لديها تاريخ من الصراعات القبلية، مما خلّف صدمة دائمة بين المجتمعات المحلية، وأي تقارير عن قتال في أماكن أخرى تثير القلق في المدينة”.
على الرغم من التوترات، قال مدير الشرطة بأن السوق لا يزال مفتوحا، وأن الوضع هادئ، لكن السكان يشعرون بالقلق بسبب وصول الجنود الجرحى.
وتابع “لدينا حاليا جنود مصابون يتلقون العلاج في ملكال، لكن هذا لا ينبغي أن يُقلق سكان النوير، فهم تحت حماية الحكومة”. وأضاف “بينما يستمر الخوف بسبب القتال في أولانق والناصر، فإننا نطمئنهم على سلامتهم”.
وأوضح أن عناصر “الجيش الأبيض”، عرقل تقدم قوات دفاع شعب جنوب السودان إلى مقاطعة الناصر، مما أدى إلى اشتباكات مستمرة. وقد أدى وجود الجنود الجرحى في ملكال إلى تفاقم التوترات، مما أدى إلى هجمات انتقامية ضد بعض المدنيين من قبل عناصر إجرامية. وأضاف أن قوات الأمن تلاحق الجناة.
وفند التقارير المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين من أبناء قبيلة “النوير”، ووصفها بأنها “لا أساس لها من الصحة”، وأكد فرار بعض السكان إلى موقع لحماية المدنيين. وقال إن الوضع قد استقر منذ ذلك الحين، وأن الأسواق تعمل بشكل طبيعي.
وأشار إلى أن انعدام الأمن في شرق أعالي النيل قد عرقلة الاستقرار في ملكال، حيث أدت المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم المخاوف. وأضاف أن استعادة الحكومة لسيطرتها على مدينة الناصر ستساعد على تأمين الحدود مع إثيوبيا وتحسين الأمن بشكل عام.
وفي حادث منفصل، قال اللواء ميان، إن الشرطة ألقت القبض على أربعة مشتبه بهم يوم “السبت”، لمحاولتهم سرقة مواطنين إثيوبيين في ملكال، وأن التحقيقات جارية، وقد يواجه المشتبه بهم المحاكمة.