طردت حكومة جنوب السودان مسؤول رفيع في مفوضية مراقبة السلام المعروفة إختصاراً بـ”جميك” ، بناء على توصية من وزير الإعلام مايكل مكوي، وفقاً لوثيقة حكومية إطلع عليها راديو تمازج.
مفوضية الرصد والتقييم المشتركة هي الهيئة التي تراقب تنفيذ اتفاق السلام الموقع في أغسطس 2015، برئاسة رئيس بوتسوانا السابق فيستوس موغاي.
وأعلن وزير الداخلية المكلف أن السيد علي فيرجي “شخصاً غير مرغوب فيه”،وأمر الوزير بإبعاده الأسبوع الماضي،بينما كانت المجموعة تتوسط في إيجاد حل وسط لوصول رئيس الحركة الشعبية جناح المعارضة رياك مشار إلى جوبا.
ووفقاً للأمر الوزاري” أنا الجنرال أشويل تيتو مدوت، وزير الداخلية وحماية الحياة البرية المكلف، أعلن أن السيد علي فيرجي شخص غير مرغوب فيه ويجب أن يتم إبعاده بأول رحلة جوية متاحة من جنوب السودان خلال 24 ساعة”.
تم إصدر القرار بتاريخ 11 أبريل نيسان ولكن على ما يبدو لم يبداً العمل به حتى يوم الخميس الماضي، 21 أبريل، عندما سعى أفراد الأمن لإلقاء القبض على فيرجي فوراً بعد اجتماع مجلس مفوضية المراقبة في جوبا.
وقال مصدر لراديو تمازج إن الدبلوماسيين الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت شكلوا “سلسلة بشرية” حول فيرجي، وذلك باستخدام الحصانة الدبلوماسية الخاصة بهم كدرع،وذلك ما مؤكد تقرير سابق من قبل قناة الجزيرة.
الرئيس فستوس موغاي، الذي كان قد غادر المكان عندما حدث هذا في البداية، عاد بعد سماع ما حادث، وإنضم إلى احتجاج الدبلوماسيين ضد إعتقال فيرجي. برغم أن هذا منعه من الاعتقال والإبعاد الفوري، غادر فيرجي جنوب السودان يوم الإثنين 25 أبريل.
وأشار مصدر مطلع أن الهدف من هذه الخطوة قد يكون لإضعاف آلية المراقبة أو بسبب عداء شخصي مع مايكل مكوي، المتحدث باسم الحكومة وأحد ممثليها في مجلس آلية المراقبة.
وتم تأكيد ذلك عن طريق خطاب منفصل رأه راديو تمازج وكتبه الجنرال ماكور مارول أدوات، المفتش العام لقوات الشرطة، الذي يقول إن السلطات تصرفت بناء على نصيحة من مايكل مكوي في إتخاذ القرار لطرد فيرجي.
خطاب ماكور الذي وجهه إلى وزير الداخلية، يشير إلى ضرورة وجود تعاون بين سلطات الهجرة مع جهاز الأمن الوطني لتنفيذ أمر الإبعاد.
وتشير الرسالة إلى أن هنالك سببين مختلفين للطرد. السبب الأول هو أن الحكومة طلبت أن يكون أعضاء أمانة آلية المراقبة من جنوب السودان فقط،وفقاً لرسالة ماكور.
إذا اعتمدت هذه السياسة، فإن ذلك يعني أن فيرجي، الذي هو مواطن بريطاني، لا يمكن توظيفه في آلية الرصد. ومع ذلك، فإن أعضاء أمانة آلية المراقبة هم أجانب ولم يتم طرد أي من الموظفين الآخرين.
قال المفتش العام للشرطة في رسالته إن السبب الثاني هو أن وجود فيرجي من شأنه أن يؤثر سلباً على أمن البلاد. “، ويعتقد أن هذا المواطن البريطاني يفعل بعض الأعمال المشبوه التي يمكن أن تؤثر على أمن جنوب السودان”.
من جانبه، وصف مايكل مكوي فيرجي بأنه “متسلل”. وقال”لا نريد أن يواصل العمل مع أمانة مفوضية الرصد والتقييم المشتركة لأنه كان يعمل في الأمانة العامة للإيغاد في أديس أبابا. نحن بحاجة إلى أشخاص جدد يحترمون جنوب السودان “بحسب ما نقلت عنه وكالة النيلان.
وقال ماوين ماكول أريك، الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، للنيلان إن فيرجي طرد لأنه عمل على “تشويه” جهود الحكومة في تحقيق السلام. وذاد بالقول”لقد كان متكبراً جداً، ولا يمكن أن نسامحه”.
وأضاف “نحن نعمل على تنفيذ السلام والحكومة ملتزمة جداً ولكن فيرجي يقول دوماً أن الحكومة لا تفعل أي شيء”.
ويأتي هذا التطور بعد معارضة مايكل مكوي لمقترح حل وسط من قبل آلية المراقبة لعودة زعيم المعارضة رياك مشار إلى جوبا.
في حديثه إلى الصحفيين عقب الإجتماع الأسبوع الماضي بجوبا حيث سعى رجال الأمن لإلقاء القبض على فيرجي،انتقد مكوي بشدة المقترح. ولكن رئيس الجمهورية سلفاكير نقض موقف مكوي في وقت لاحق وسمح بعودة رياك مشار إلى جوبا وفقاً لمقترح آلية المراقبة.