هايسوم يحث على الإسراع في نشر القوات الموحدة بجنوب السودان

دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس البعثة الأممية بجنوب السودان نيكولاس هايسوم، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لنشر القوات الموحدة الأساسية كخطوة حاسمة في دفع عملية السلام في جنوب السودان.

وشدد هايسوم، في كلمته أمام المنتدى السنوي الثامن للحكام في جوبا يوم الثلاثاء، على أن نجاح اتفاق السلام لعام 2018 يعتمد على الالتزام الجماعي لتحقيق الأهداف الرئيسية، بما في ذلك نشر القوات الموحدة وغيرها من الإصلاحات المهمة.

ويوفر منتدى الحكام، الذي ينعقد تحت شعار “صياغة السلام المستدام: العمل الملتزم في المرحلة الانتقالية الموسعة لاتفاقية حل النزاع المنشطة بجنوب السودان”، منصة للقادة الوطنيين وقادة الولايات في جنوب السودان لتجديد التزامهم بعملية السلام.

وأشار هايسوم إلى أنه على الرغم من أن تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين كان ضرورياً بسبب بطء وتيرة التقدم، إلا أنه يجب أن يكون مصحوباً بخطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ للمرحلة التالية.

وسلط الضوء على ستة إجراءات فورية يجب منحها الأولوية لإظهار الإرادة السياسية والتزام الحكومة بالسلام، ومن أهمها نشر القوات الموحدة الأساسية، التي وصفها هايسوم بأنها ضرورية لتعزيز الأمن وتمهيد الطريق لمزيد من الخطوات في عملية السلام. ويتضمن ذلك بدء المرحلة الثانية من التدريب المشترك والاتفاق على هيكل القيادة الوسطى، وهي مكونات حيوية للتشغيل الفعال للقوات الموحدة.

وقال هايسوم إن نشر القوات الموحدة ليس مجرد مناورة عسكرية بل “إنها حجر الزاوية للسلام والاستقرار، ومن الضروري أن يعمل جميع أصحاب المصلحة، وخاصة الحكام، معًا لضمان تقدم هذه المبادرة دون تأخير”.

وذكر أن القوات الموحدة تعد عنصر أساسي في جهود إصلاح القطاع الأمني المنصوص عليها في اتفاق السلام، وسوف يلعب انتشارها دوراً رئيسياً في قمع العنف على المستوى المحلي، والذي تصاعد في الأشهر الأخيرة. 

وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه من أن الصراعات التي لم يتم حلها، والتي تفاقمت بسبب تغير المناخ وعدم الاستقرار الإقليمي بسبب الصراع في السودان، مشيراً إلى أنها يمكن أن تستمر في زعزعة استقرار البلاد ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية.

كما أشاد هايسوم بقيادة حكومة جنوب السودان وحكام الولايات لجهودهم المستمرة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع.

وأشاد أيضاً بالمنتديات السياسية التي جمعت بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والأحزاب السياسية والجماعات الدينية، للمشاركة في حوار حول مستقبل جنوب السودان.

 وقال هايسوم: “يلعب الحكام دورًا محوريًا في خلق بيئة يمكن أن تجري فيها هذه المحادثات الحاسمة”.

ومع ذلك، أكد هايسوم أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز المساءلة، ودعم سيادة القانون، والتصدي للعنف على المستوى دون الوطني. 

وأكد مجدداً أهمية الحلول الشاملة للتحديات الأمنية، فضلاً عن الأزمات الإنسانية والمناخية التي لا تزال تؤثر على السكان.

واستجابة لتغير المناخ، سلط هايسوم الضوء على التعاون الناجح بين الأمم المتحدة وسلطات جنوب السودان في إدارة مخاطر الفيضانات. ومن الإنجازات الملحوظة رسم خرائط لـ 243 موقعًا مرتفعًا في 64 مقاطعة، والتي قال إنها ستساعد في إدارة عمليات النزوح المحتملة الناجمة عن الفيضانات والاستجابة لها.

وحث هايسوم قيادة جنوب السودان على معالجة الأسباب الجذرية للصراع على المستوى المحلي، مع التركيز على تقديم الخدمات الأساسية وتعزيز أنظمة الحكم، مشيراً إلى أن هذا سيوفر أساسًا متينًا لبناء السلام والقدرة على الصمود في البلاد.

وجدد التزام الأمم المتحدة بدعم حكومة جنوب السودان وحكامها في جهودهم لتحقيق السلام والمصالحة. 

واختتم كلامه بالقول: “إننا جميعًا نتشاطر نفس الهدف: جنوب السودان موحد ومزدهر وديمقراطي”.