نيكولاس هايسوم: جنوب السودان على حافة العودة إلى الحرب الأهلية

Special Representative of the Secretary-General and head of UNMISS Nicholas Haysom. (File Photo)

أكد الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن الوضع السياسي والأمني تدهور بشكل واضح منذ أن سيطرة الجيش الأبيض على ثكنات قوات دفاع شعب جنوب السودان في ناصر يوم 4 مارس.

في تنوير للإعلامي، قال نيكولاس هايسوم، رئيس البعثة الأممية، إن رداً على ذلك، تتعرض المجتمعات في جميع أنحاء ولاية أعالي النيل لقصف جوي مستمر باستخدام براميل متفجرة، يُزعم أنها تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرع للانفجار.

وقال “تُسبب هذه الهجمات العشوائية على المدنيين خسائر بشرية جسيمة وإصابات مُروعة، لا سيما الحروق، بما في ذلك إصابة النساء والأطفال”.

وأضاف “يُقدر شركاؤنا في المجال الإنساني فرار ما لا يقل عن 63 ألف شخص من المنطقة”.

وكشف عن تلقيهم تقارير عن حشدٍ إضافي لقوات الجيش الأبيض وقوات دفاع شعب جنوب السودان في أعالي النيل، يُزعم أن من بينهم أطفالا جُندوا قسرا في صفوف القوات المسلحة. وقال إن نشر قوات أجنبية بناءً على طلب حكومة جنوب السودان، يُفاقم من الخوف والقلق في جميع أنحاء البلاد.

وتابع “على الصعيد السياسي، استُبدل أو عُزل بعض كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين المنتمين إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة من مناصبهم، بينما اعتُقل آخرون، أو اختبأوا أو فروا من البلاد”.

وقال إن انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية يُفاقم التوترات، ويُثير الانقسامات العرقية والخوف.

وقال “في ظل هذا الوضع المتدهور، لا نملك سوى تقييم أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية متجددة”.

وأوضح أن في محاولة لمنع حدوث الحرب، تُجري بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان دبلوماسية مكوكية مكثفة، إلى جانب شركاء السلام الدوليين والإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية- إيقاد-، ومفوضية المراقبة والتقييم المشتركة لاتفاقية السلام.

وأضاف “عقدت اللجنة الرباعية اجتماعا عاجلا يوم الاثنين لبحث الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها لإقناع الأطراف بالتراجع عن حافة الهاوية”.

وقال إن تم مشاركة المجتمع الدولي بنشاط، واجتمع كل من مجلس الأمن ومجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي، وفي وقت سابق، اجتمعت الإيقاد على مستوى القمة لرؤساء الدول، وقررت إرسال لجنة فرعية وزارية إلى جوبا للتوسط وتقديم الدعم للأطراف للعودة إلى اتفاق السلام المنشط”.

وتابع “أجلت الحكومة زيارةً رفيعة المستوى لوزراء خارجية الإيقاد إلى جوبا إلى 3 أبريل في اللحظة الأخيرة، ودون إبداء أي تفسير، وهذا تطور مخيب للآمال في وقتٍ بات فيه التواصل الدبلوماسي أكثر أهمية من أي وقت مضى”.

ووفقا لرئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، لا يمكن لجهود المجتمع الدولي للتوسط في حل سلمي أن تنجح إلا إذا كانت الأطراف نفسها على استعداد للمشاركة، ووضعت مصالح شعوبها فوق مصالحها الخاصة. وأن البديل هو الانزلاق إلى صراع من شأنه أن يمحو المكاسب جميعها التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاق السلام عام 2018. وهذا من شأنه أن يُدمّر ليس جنوب السودان فحسب، بل المنطقة بأكملها، التي لا تستطيع تحمّل حرب أخرى.

وأضاف “نشجع الرئيس ونائبه الأول على الاجتماع لحل خلافاتهما بشكل بنّاء، وإصدار بيان عام مشترك يُطمئن جميع أبناء جنوب السودان على التزامهم الموحد والثابت بالسلام”.

وقال إن وقت العمل الآن للعمل؛ لأن البديل أسوأ من أن يُتصور.