اتجه عدد كبيرة من النساء في مدينة يامبيو في ولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان، إلى عمليات “كماين الطوب” من أجل كسب المال لدعم أسرهن في ظل الوضع الاقتصادي الصعبة.
وبهذا كسرت النساء الدور التقليدي للرجال في المنطقة، وأثبتن أن العمل الجاد يمكن أن يغير حياة الناس.
في حديثها إلى راديو تمازج، شاركت سيسيليا فرانسيس، وهي أم تعمل في عمليات حرق “كماين الطوب” لأكثر من ثلاث سنوات، رحلتها في الصمود.
وقالت إنها بدأت في أعمال كماين الطوب؛ لأنها لا ترغب في الاعتماد على زوجها، وأنها صنعت ألف طوبة في أول محاولة لها، وكسب المال منها من ثم وصلت إلى 25 ألف طوبة، وما زالت تعمل في هذا المهنة. قائلة “أتحمل المسؤولية الكاملة عن إعالة الأسرة”.
ونصحت النساء بالتوقف عن الاعتماد على الرجال في كل شيء. وتابعت “حاول أن تساهم قدر استطاعتك، وعندما يعمل الشريكان معا، فإن ذلك يجعل الحياة أسهل للعائلة”.
وقالت فيولا رافائيل، 31 عاما، إنها تعمل في “كماين الطوب” منذ فترة. مبينة أن في المرة الأولى بعد بيع الطوب، استخدمت المال لشراء قطعة أرض، وأن لسوء حظها سرق جيرانها الدفعة الثانية من الطوب التي صنعتها، لكنها لم تستسلم.
وتابعت “صنعت المزيد من الطوب وأحرقته مجددا؛ لأنني أريد بناء منزلي ورعاية أطفالي”.
وقالت إنها أحرقت ما يصل إلى 30 ألف طوبة في مراحل مختلفة، وأن بدعم من زوجها، تخطط لمواصلة صناعة الطوب لتوفير احتياجات أسرتها.
وقالت “لقد ساعدني هذا العمل كثيرا، وأخطط لبيع هذه الطوب واستخدام المال لتسجيل أطفالي في المدرسة، ونصيحتي للنساء الأخريات هي التوقف عن الجلوس مكتوفي الأيدي وانتظار المساعدة، ولم يعلمني أحد كيف أفعل هذا، يجب على النساء أن يقفن بقوة، ويتخذن الإجراءات اللازمة”.
وسلط إلياس مارتن، شاب مقيم في يامبيو، الضوء على التحديات التي يواجهها عمال البناء، وخاصة تكلفة المياه والمواد الأخرى.
وشجع إلياس النساء على عدم الشعور بالخجل من المشاركة في أعمال صناعة الطوب، على الرغم من تصورات المجتمع”.
وتابع “قد يسخر منك بعض الناس، لكن لا تهتمي بهم، يجلس العديد من الشباب مكتوفي الأيدي في المدينة، بينما لدينا ما يكفي من التربة والموارد لصنع الطوب، وإذا بذلت الجهد، يمكنك كسب 130 ألف جنيه، وهو دخل جيد”.