نساء في الطب: تحشد جهود القطاع الصحي لإطلاق حملة تطعيم وطنية بلقاحين حيويين

عقدت كوادر الرعاية الصحية على مستوى جنوب السودان، اجتماعا يوم الاثنين، استعدادا لإطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق تستهدف تقديم لقاح المكورات الرئوية المتقارن (PCV) ولقاح فيروس الروتا المنقذين للحياة، والمقرر انطلاقها في الرابع والعشرين من شهر مايو المقبل.

ونظمت مبادرة “نساء جنوب السودان في الطب” هذه الندوة تحت شعار “حشد الكوادر الصحية في جنوب السودان من أجل لقاح PCV ولقاح فيروس الروتا: مسؤولية إنسانية مشتركة”، وذلك ضمن فعاليات أسبوع التحصين العالمي.

وشهدت الندوة مشاركة واسعة من الأطباء والممرضين والصيادلة وأطباء الأسنان وخبراء الصحة العامة، بالإضافة إلى شركاء رئيسيين من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية، بهدف تعزيز التنسيق وحشد الدعم لإطلاق حملة التطعيم رسميا في أواخر شهر مايو.

وفي كلمتها خلال الفعالية، أكدت الدكتورة كويتي إميلي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمبادرة “نساء جنوب السودان في الطب”، على الأهمية التاريخية لهذا اليوم في مسيرة تعزيز الصحة العامة في جنوب السودان.

وقالت: “هدفت الندوة إلى رفع مستوى وعي العاملين في القطاع الصحي بأهمية اللقاحات ودورها الحيوي في حماية صحة المجتمع، وتعزيز التعاون والتكامل بين مختلف التخصصات الطبية، واستعادة وتعزيز ثقة الجمهور في برامج التحصين في ظل التغييرات التي طرأت على موعد الإطلاق”.

من جانبه، شدد الدكتور أتيم ناثان، المدير العام لخدمات الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، على الأهمية القصوى لهذه الجهود الوطنية، وأوضح قائلا: “يمثل هذا اليوم محطة مفصلية في رحلتنا نحو تعزيز الرعاية الصحية، فالملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال لا تزال تشكل تهديدا كبيرا لصحة مواطني جنوب السودان، وتعد من بين الأسباب الرئيسية للوفاة”.

وأضاف محذرا “لقد واجهنا في العام الماضي تحديات في تقديم لقاح الملاريا بسبب ضعف الإقبال، ولا يمكننا السماح بتكرار هذه الأخطاء مع إطلاق لقاح المكورات الرئوية ولقاح فيروس الروتا، لما لهما من أهمية في حماية الأطفال”.

وأشار إلى النتائج الواعدة للبرامج التجريبية التي نُفذت في ولاية أعالي النيل، والتي أظهرت فعالية ملحوظة للقاحات، خاصة في خفض معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوي، وأكد: “هذه هي فرصتنا لتوسيع نطاق التدخلات التي ثبتت فعاليتها، وعلى الرغم من التحديات اللوجستية الكبيرة التي تواجهنا، بما في ذلك المساحة الجغرافية الشاسعة وضعف البنية التحتية وقيود سلسلة التبريد، ويجب علينا العمل بجد لتجاوز هذه العقبات”.

بدوره، سلط موكوايا دوغلاس، مسؤول سلسلة التبريد في منظمة اليونيسف بجنوب السودان، الضوء على الدور المحوري للعاملين في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية، مؤكدا على الشراكة الاستراتيجية بين اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والحكومة في إنجاح هذه الحملة.

وتابع “على المستوى الوطني، بلغ استعدادنا 78% وفقا لأداة التقييم، ونحن نعمل بلا كلل لضمان جاهزية الولايات والمقاطعات. وقد تسلمنا بالفعل 2.7 مليون جرعة من لقاح المكورات الرئوية المقترنة و300 ألف جرعة من لقاح فيروس الروتا، وهناك شحنات أخرى قادمة”.

وأضاف “اكتمل تدريب الكوادر الصحية على المستوى الوطني، وستنطلق الدورات التدريبية المتتالية على مستوى الولايات والمقاطعات فور الانتهاء من حملة الحصبة الجارية”.

وفي سياق متصل، شاركت الدكتورة كويتي الرسالة الأوسع لمنظمتها، وهي منظمة غير ربحية تعتمد على العضوية، وتضم طبيبات وصيدلانيات وطبيبات أسنان من جنوب السودان، بهدف معالجة التفاوتات بين الجنسين في المناصب القيادية في قطاع الرعاية الصحية.

وأعلنت قائلة “نادرا ما نسمع عن أخصائيات رعاية صحية يقُدن مبادرات بهذا الحجم والأهمية، ونحن هنا لتغيير هذه الصورة النمطية، ونؤمن بأن للمرأة صوتا مؤثرا، ليس فقط في تقديم الرعاية للمرضى، بل أيضا في صنع السياسات الصحية.