موجة إعتقالات تطال قادة سياسيون وصحفيون ونشطاء بالسودان

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم موجه من إعتقالات وسط السياسيين والنشطاء الحقوقيين والطلاب والمواطنين على خلفية التظاهرات التى نظمها الألف من المواطنيين إحتجاجاً على غلاء الأسعار نتيجة لتفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان.

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم موجه من إعتقالات وسط السياسيين والنشطاء الحقوقيين والطلاب والمواطنين على خلفية التظاهرات التى نظمها الألف من المواطنيين إحتجاجاً على غلاء الأسعار نتيجة لتفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان.

وقال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني طارق عبدالمجيد في تصريح لراديو تمازج الأربعاء، أن السلطات الأمنية إعتقلت قيادات سياسية من حركة نداء الوطن التى تضم الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة  أبرز هم السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، وصدقي كبلو، صديق يوسف ، كمال كرار ، هاشم ميرغني ، محي الدين الجلاد ، فيما إعتقلت السلطات أيضاً رئيس الحزب السوداني عمر الدقير، منذ ليلة التظاهرات التى شهدتها الخرطوم.

وقال المحامي والناشط الحقوقي كمال الجزولي، أن معظم  المعتقليين هما من الشباب إعتقلوا خلال التظاهرات التى إستمرت منذ يومي الثلاثاء والأربعاء بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وأكد القيادي الشيوعي، أن المطلب الحقيقي من التظاهرات هو إسقاط النظام عبر عصيان مدني وإخراج الشعب السوداني من مظالم حزب المؤتمر الوطني الحاكم منذ عام 1989 في السودان علي حد تعبيره. مطالباً الحكومة بإطلاق سراح جميع المعتقليين السياسيين والنشطاء والمدنيين والطلاب.

إعتقالات للصحفيين ومصادرة الصحف

وإعتقلت الأجهزة الأمنية أيضاً عدد من الصحفيون وهم خالد عبدالعزيز مراسل وكالة رويترز وعبدالمنعم أبو إدريس مراسل وكالة الفرنسية والصحفي المستقل شوقي عبدالعظيم، وأصيب الصحفي بصحيفة اليوم التالي، والصحفية أمل الهباني والصحفي بهرام عبدالمنعم بجروح بعد أن قام الإجهزة الأمنية بالإعتداء عليه أثناء تغطيته للتظاهرات بإمدرمان الثلاثاء.

وصادرت الأجهزة الأمنية صحيفتي الجريدة وصحيفة الميدان من المطبعة يومي الأربعاء والخميس في الوقت الذي منُعت فيه عدد من الصحف السودانية نشر أخبار التظاهرات هذا الإسبوع.

تطورات سياسية:

ووقعت القوي المعارضة السودانية السلمية والمسلحة يوم الأربعاء على ميثاق جبهة عريضة موحدة من أجل إسقاط النظام عرف بميثاق (خلاص الوطن).

وجاء في البيان، أن علي القوى السودانية السياسية والمدنية والمسلحة توحيد صفوفها من أجل إزالة النظام الذي فرض احتلالاً داخلياً والعمل من أجل إقامة دولة والالتزام بالمساءلة العادلة عن جنايات الماضي بجانب وتطبيق سياسات بديلة متفق عليها في كافة المجالات خاصة المجال الاقتصادي والتنمية العادلة. وأكدت إلتزامها بالإعلان  وتنظيم حشود وتظاهرات وإعتصامات بهدف تحقيق أهداف قوى ميثاق خلاص الوطن.

وقال الصحفي السوداني والمحلل السياسي حأتم الدرديري لراديو تمازج، أن الأحزاب المعارضة والحركات المسلحة السودانية فشلت في فرض نفسها كبديل للنظام الحاكم في السودان، رغم النجاحات التى حققتها في تنظيم مظاهرات التى تطالب بإسقاط النظام، هذا وإستبعد الدرديري إستمرار التظاهرات نتيجة لعمليات القمع التى تمارسها الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين والنشطاء والقيادات السياسية في السودان.

 وأضاف "الأزمة الحقيقية في السودان ليست إقتصادية من أساسها بل سياسية ، وناتجة عن فشل النظام الحاكم في وضع سياسات لإنقاذ البلاد من الازمة اقتصادياً".

وخرج مئات الألالف من المواطنين في العاصمة السودانية الخرطوم في تظاهرات إحتجاجاً على إرتفاع الأسعار، إستخدم فيه قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وونفذت إعتقالات واسع وسط المتظاهرين يوم الثلاثاء.