أنا موجود في سجن كوبر، محكوم علي بالإعدام، وسبب الحكم بالإعدام هو إعترافي القضائي بقتل سبعة مواطنين من النيل الأزرق، وقد أحضرت أربعة ممن أدنت بسببهم أمام المحكمة بينما هناك إثنين آخرون يعيشون بالبونج بجنوب السودان” هكذا نطق من الله حسين هادي والذي لا يزال يقبع خلف القضبان إنتظارا لتنفيذ حكم الإعدام عليه ضمن إثنين آخرين وهما صدام عباس وعلي إدريس حيث يرى أن الحكم وقع عليه ظلما رغم إعترافه قضائيا بالتهم الموجهة ضده من قبل محكمة الإرهاب الخاصة بسنجة حيث يعتبر أن إعترافه جاء تحت التهديد والتعذيب الأمر الذي لم يعره القاضي أي إهتمام كما أوضح لراديو تمازج “مولانا التجاني عنده علم بذلك وحتى القاضي انا كلمته بأن إعترافي هذا جاء تحت التهديد حيث هددوني باللواط والإغتصاب ولكن القاضي قال أن هذا لم يفيده في شئ” اضاف هادي.
وكانت محمكمة سنجة برئاسة القاضي عبدالمنعم يونس قد أدانت السيد من الله حسين هادي في قضية قتل ضد سبعة من مواطني النيل الأزرق في 16مارس من العام الجاري، بينما إعتبر السيد التجاني حسن مسئول ملف معتقلي النيل الأزرق بالهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وعضو هيئة الدفاع بالقضية إعتبر أن الحكم غير نهائي وخصوصا أن جميع المدعى باسمهم على قيد الحياة واصفا الحكم بالخاطئ “إدانت من الله حسين بالمادة 130 من القانون الجنائي كان قرارا خطئا وهذا ما أستندنا عليه في الإستئناف” هكذا أوضح حسن موقف الدفاع من قرار المحكمة ضد حسين هادي، مضيفا “من الله تمكن من إحضار أربعة من المدعى أنه قتلهم أمام المحكمة عدا إثنين يعتقد بأتهم في منطقة يابوس جنوب النيل الأزرق وهم سرد و دجمل و محمد إنجليزي”
وبينما حضر بعض من المدعى باسمهم أنهم قتلوا بواسطة حسين هادي أمام المحكمة لتبرئته من التهم الموجهة إليه بإسمهم ـ رغم شهادة مدير شرطة الدمارين السيد دفع الله إبان إندلاع الأحداث ـ يعيش البعض الآخر في معسكرات اللاجئين بمنطقة المابان شمال أعالي النيل بجنوب السودان، ومنهم السيد محمد إنجليزي الذي أكد أنه على قيد الحياة ويعيش بمعسكر دورو للاجئي النيل الأزرق بالمابان مطالبا الحكومة السودانية بإطلاق سراح المحكوم عليه معتبرا أن الحكم غير عادل ويتعارض حتى مع الشرع الإسلامي “انا محمد إنجليزين طبعا نحن كنا في خور مغنزا و تحولنا إلى ببوق عندما نشبت الحرب بالنيل الأزرق، أنا أعرف من الله حقا وهو نسيبي متزوجا من إبنة خالي، انا حي وموجود في البونج بمعسكر اللاجئين، الكلام الذي قيل عن موتي كلام غير صحيح، وأفترض ان الناس يجب ان تخاف الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول رحم الله رجلا سمعا إذا باع وغذا إشترى وإذا إقتضى، عليهم ان يعدلوا بين الناس، و لو سجنوه و يريدون قتله بسببي فهذا غير صحيح لأنني على قيد الحياة وعليهم إطلاق صراحه فورا”
أما سرد ود جمل الذي تحدث لراديو تمازج عبر الهاتف ذكر أنه يتواجد الآن بمعسكر جندراسا للاجئي النيل الأزرق بالمابان أيضا قد أبدى إستغرابه من أن يقتل أحد بسببه بينما هو على قيد الحياة ونفى ان يكون أن اي من أسرته قيد بلاغا ضد المحكوم عليه كما أن ليس هناك أي مشكلة بينه وبين من الله حسين هادي “أنا سرد ود جمل أنا موجود بمعسكر جندراسا ولم يحدث لي أي شئ، وليس هناك من فتح بلاغا من أسرتي ضد من الله، ومن الله لم يفعل لي أي شئ والذي حكم من الله بسببي حكم عليه بالخطأ، وكيف له ان يقتل إنسان بسببي وأنا على قيد الحياة”
وكان من الله حسين هادي قد تمكن من إحضار ثلاثة من جملة أربعة من الشهود ـ يتواجدون بولاية النيل الأزرق و الذين أدين باسمهم ـ امام المحكمة وهم الشيخ حامد عثمان بندقة إمام مسجد خور مغنزة والذي يعيش بالدمازين حي الزهور، حامد عبده يس من قرية مدين بالنيل الأزرقن عبدالله كونا والذي يعيش بمنطقة سنجة نبك بجانب الشرطي محمد نور والذي يعمل بنقطة بقيس بمحلية الدمازين.
وبالرغم من أن المحامي التجاني حسن رئيس هيئة الدفاع في القضية أوضح لراديو تمازج ان محمكة الإستئناف يمكنها أن تلغي قرار الإعدام في قضية من الله حسين هادي والذي وصفه المحامي بالخاطئ، يستدرك هو الآخر أن الفصل في طلبات الإستئناف لم يكن بالأمر السهل حيث جاء طلب الإستئناف في القضية ضمن ملف أكبر يشمل 46 آخرون قضت عليهم المحكمة بالسجن المؤبد بنفس التاريخ، ومن المتوقع أن يتوجه فريق الدفاع الى سنجة الاحد المقبل لمتابعة قضية الإستئناف “سأسافر إلى سنجة الموافق 20/يوليو/2014 لمتابعة إلى أين وصلت الشأن في هذه القضية” وتابع “إذا لم تلغي محكمة الإستئناف الحكم الصادر بالاعدام ضد من الله فهناك آفاق أخرى يمكن اللجوء إليها بما فيها المحكمة العليا لمعالجة هذه القضية”.
و بما أن القانون السوداني لم يحدد فترة زمنية معينة للرد على طلبات الإستئناف سيظل من الله حسين هادي قابعا خلف القضبان لما يزيد عن 33 شهرا في إنتظار تنفيذ الإعدام عليه، يظل الآخرون يتلذذون بالحياة بمن فيهم القاضي وشهودي الدفاع والإتهام والآخرين الذين يفترض أن هادي قد قتلهم بينما هم فعلا على قيد الحياة