قام ملك قبيلة أزاندي في جنوب السودان، بوضع حجر الأساس للقصر الملكي في منطقة بازونغوا يوم “الأحد”، جاء ذلك في أثناء الاحتفال بالذكرى الثالثة لإحياء المملكة في 9 فبراير 2022، بعد سقوطها عام 1905 في عهد الاستعمار البريطاني.
في كلمته في الحفل، أكد الملك أتوروبا فيني ريكيتو قودوي، التزامه بالسلام والوحدة والحفاظ على الثقافة بين شعب أزاندي. وقال إن “السلام والوحدة هما ركيزتا مملكة أزاندي، ولا يمكن للمملكة المنقسمة على نفسها أن تصمد، ومنذ إحياء المملكة في عام 2022، ظللنا ملتزمين بحماية تقاليدنا مع تعزيز الانسجام بين شعبنا”.
ودعا إلى القيادة المسؤولة، وحث المجتمعات على الحفاظ على التراث الثقافي دون إثارة الخوف أو الانقسام.
وتابع: “يجب أن تكون تقاليدنا مصدر قوة وتقدم، وليس ترهيبا، لا مكان للخوف والانقسام في مجتمعنا، يجب التعامل مع إساءة استخدام العادات المقدسة، بما في ذلك الممارسات الصوفية، بحكمة ومسؤولية”.
من جانبه أكد سبت أنجلو أوبيبي، المتحدث نيابة عن المجموعات العرقية الأخرى في جنوب السودان، على أهمية التعايش السلمي بين قبائل البلاد. وقال إن مملكة أزاندي تتبنى الشمولية، وداعا إلى تعاون قوي ووحدة ثقافية.
وأبان أن مملكة الأزاندي ليست لقبيلة الأزاندي وحدها، إنما رمز للوحدة حيث يمكن لجميع المجموعات العرقية التعايش في سلام واحترام.
شارك في حفل الذكرى الثالث لإحياء مملكة أزاندي، مسؤولين حكوميين وزعماء دينيين وشركاء التنمية وممثلين من جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
![](https://www.radiotamazuj.org/wp-content/uploads/2025/02/1739167134739.jpg)
![](https://www.radiotamazuj.org/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250209-WA0191.jpg)
الدعوة إلى تعزيز الثقافة والوحدة
ودعا ممثلو اليونسكو وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ووكالة الشعب النرويجي، إلى الحفاظ على الثقافة والوحدة وتعزيز القيم الأساسية بين 64 قبيلة في جنوب السودان.
وأشاد بيكو توماس، من “اليونسكو”، بمملكة الأزاندي لإنجازاتها الثقافية. وقال: “نيابة عن اليونسكو، أتقدم بالتهنئة للمملكة على هذا الإنجاز، ونحن نشجع المملكة على استخدام هذه المناسبة للحفاظ على ثقافتها وتعزيزها”.
وأضاف “الوحدة أمراً حيوياً، ويجب علينا ضمان نقل تراثنا الثقافي ولغتنا إلى الأجيال الشابة، والتعليم هو المفتاح، ويجب على كل من الفتيات والفتيان الالتحاق بالمدرسة، ودعونا نعمل معا للحفاظ على لغاتنا وقيمنا وتعليمها، والتي تعتبر حيوية لمستقبل جنوب السودان”.
من جانبه، أكد إيمانويل دوكودان، ممثل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، على الحاجة إلى الوحدة والتماسك الاجتماعي في جميع أنحاء جنوب السودان.
وقال “هذا الحدث ليس فقط للأزاندي، بل هو احتفال لجميع القبائل، ويعكس الوحدة التي نسعى إليها”.
وأكد التزام بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالسلام والمصالحة الوطنية.
وتابع “مهمتنا هي دعم شعب جنوب السودان، بما في ذلك مملكة أزاندي، في بناء مستقبل سلمي وموحد، ونحث جميع مواطني جنوب السودان على المشاركة في الانتخابات المقبلة من أجل عملية سلمية وناجحة”.
من جانبه، هنأ هنريك ستابيل، مدير وكلة الشعب النرويجي في جنوب السودان، مملكة أزاندي. وقال إنه منذ عام 1986، وقفت المنظمة إلى جانب شعب جنوب السودان في أثناء النضال من أجل التحرير وخلال رحلة البلاد نحو الاستقلال.
وتابع: “نحن فخورون الآن ببناء علاقة مع مملكة أزاندي”.
![](https://www.radiotamazuj.org/wp-content/uploads/2025/02/Hen.jpg)