أثار الاتصال الهاتفي بين قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، الذي جرى السبت، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية السودانية، حيث برزت تباينات حادة في الآراء حول الدوافع والتداعيات المترتبة على هذه المكالمة.
ورحب رئيس حزب الأمة “الإصلاح والتجديد” مبارك الفاضل، بالاتصال، معتبراً إياه خطوة إيجابية في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
وأشار في تغريدة على منصة “X” إلى أن الأوضاع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي تفرض ضرورة إنهاء الصراع في السودان، مما يجعل هذه المكالمة خطوة مهمة في هذا السياق.
من جانب آخر، انتقد المستشار في مكتب رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، أمجد فريد، الاتصال، واصفاً النقاش حول من بادر بالاتصال بأنه “هزلي و مضحك وساذج”.
وأكد أن المكالمات بين رؤساء الدول لا تتم دون تحضيرات مسبقة، كاشفاً عن أن الاتصال جاء بترتيب ووساطة من الرئيس الإثيوبي، آبي أحمد، في محاولة لإيجاد مخرج للإمارات من الضغوط الدولية الناتجة عن تورطها في الصراع السوداني.
وأضاف فريد أن هناك حملة من التضليل الإعلامي تسعى لإيجاد مخرج رمزي للإمارات، بينما يجب على الإمارات تعويض السودان عن الأضرار التي لحقت به.
كما انتقد بشدة الجهات السودانية التي تدعم رفع الحرج عن الإمارات، مشيراً إلى أن “حياة السودانيين لا تُشترى مقابل الأطماع السياسية.” وفقاً لتغريدته.
في هذا السياق، أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية أن الشيخ محمد بن زايد تلقى اتصالاً من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يوم الخميس، حيث تناول الحديث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان وسبل دعم الخرطوم للخروج من أزمتها الحالية.
و اعتبر بعض المراقبين أن الخطوة قد تؤدي إلى انقسامات داخل الجيش السوداني، في حين نفى القيادي في الحركة الإسلامية، عمار السجاد، في حديث لراديو تمازج، وجود أي خلافات داخل المؤسسة العسكرية، مؤكداً تماسك الجيش وتنسيق عمله بين القيادة العسكرية ورئيس مجلس السيادة.
وأوضح أن الإمارات تكبدت خسائر كبيرة في الصراع الحالي، وأن زيارة الرئيس الإثيوبي للسودان جاءت بتنسيق مع الإمارات، مما يعكس موقفها في المنطقة.
بدورها، أشارت المحللة السياسية وأستاذة العلوم السياسية، سهير صلاح، في حديث لراديو تمازج، إلى أن الإمارات بدأت تعيد تقييم موقفها في السودان في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات المسلحة السودانية.
وأكدت أن الجيش السوداني يحقق تقدماً ملحوظاً بينما تتحول المليشيات إلى مجموعات نهب دون قيادة فعالة.
وتوقعت صلاح أن يكون لهذه المحادثات تأثيرات مستقبلية على المستويين الميداني والسياسي، خاصة في ظل التوصيات الصادرة عن جلسات الحوار الأخيرة في أديس أبابا التي دعت إلى حوار سوداني شامل بوساطة الاتحاد الأفريقي.
وأشارت إلى أن السودان يمثل محوراً مهماً في الصراع الإقليمي والدولي، مما يستدعي من الإمارات ودول الجوار إعادة النظر في مواقفها تجاه الخرطوم.
من جهته أوضح المحلل السياسي عصام عباس، في حديث لراديو تمازج، أن الاتصال الهاتفي بين محمد بن زايد والبرهان يمثل محطة هامة في مسار العلاقات السودانية الإماراتية، وقد يحمل في طياته تبعات قد تؤثر على المشهد السوداني الداخلي والإقليمي في المستقبل القريب.