كشف مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان، عن مقتل “9” مواطنين، واختفاء”7″ آخرين، في منطقة عد بابكر، أثناء هجوم قوات الدعم السريع “الأربعاء” على المنطقة، بالتزامن مع انتهاكات أخرى وقعت في شرق النيل.
و نسبت قوات الدعم السريع الحوادث لـ “مجرمين”، قائلة إنها ألقت القبض على بعض منهم، وعمل تسوية مع أهالي القتلى.
واتهم المرصد، في تقرير أولي عن الأوضاع في المنطقة عقب الهجوم، تحصل راديو تمازج على نسخة منه، اتهم قوات الدعم السريع بحوادث القتل والاختطاف.
وذكر التقرير أن المنطقة تواجه منذ يوم الأربعاء هجوماً متكرراً من قبل قوة تتبع للدعم السريع، نفذت أثنائه عمليات نهب واسعة للمحلات التجارية وممتلكات الأفراد والباعة المتجولين ومنازل المواطنين، وفق التقرير.
وبحسب التقرير، فقد أعلن المهاجمون عزمهم على تهجير السكان قسرياً، مع تصريحهم بأنهم لا يرغبون بوجود أي شخص في المنطقة.
وناشد المرصد المنظمات الدولية والوطنية وجمعيات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لحماية أرواح وممتلكات السكان بمنطقة عد بابكر ، لافتاً إلى أن المنطقة تكتظ بالنازحين من محليات أخرى بمنطقة شرق النيل.
وقال الناطق باسم المرصد، مصعب محجوب لـ راديو تمازج الاحد ، إن الهجوم الذي قامت به قوات الدعم السريع أدى إلى مقتل 9 أشخاص بالإضافة إلى اعتقال وتعذيب للعشرات من المواطنين.
ووصف الأوضاع في محلية شرق النيل بأنها في غاية التعقيد، حيث تواجههم صعوبات في العمل الميداني في رصد الانتهاكات.
وقال إن قوات الدعم السريع مارست أيضاً انتهاكات في منطقة “أم دوم” في شرق النيل، مشيراً إلى أنها قامت، على مدار أكثر من أسبوع، بنهب “الآلاف” من السيارات ، كما نفذت حملة اعتقالات واسعة في منطقة الجريف شرق والهجوم على دور للإيواء في مناطق العيلفون، ما دفع النازحين في المنطقة إلى مغادرتها، وفقاً لقوله.
وأشار إلى هجوم آخر هذا الأسبوع، قامت به قوات الدعم السريع على منطقة كترانج في شرق النيل ما أدى أدى إلى وفاة خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عدد من المواطنين.
من جانبه قال مستشار الدعم السريع ، هارون مديخير لـ راديو تمازج، إن قواتهم قامت بإلقاء القبض على مرتكبي الجرائم في منطقة عد بابكر، مبيناً أنه قد حدثت “تسوية” مع أهل المتوفيين.
وأضاف “نعتذر لأي مواطن عن أي شئ بدر من قواتنا”
وفي حديثه لراديو تمازج، قال مديخير إن هناك مجموعات انضمت لقوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية تتمثل في مجرمين مدانين تم إطلاق سراحهم من السجون أثناء الحرب.
ووصف تلك المجموعات بأنها مارست أبشع الجرائم، موضحاً أنه تم القبض على بعض منهم، و أودعوا في سجون مدينتي سوبا ومدني اللتين تسيطر عليهما قوات الدعم السريع.
وقال إنهم بصدد تشكيل قوة “لحماية المدنيين” في كل الولايات، موضحاً أنها ستبدأ أعمالها في ولايتي الجزيرة والخرطوم.
من جهتها أدانت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” الانتهاكات التي وقعت في منطقة “عد بابكر”.
وقالت في بيان أصدرته السبت “إن الاعتداءات والهجمات المتكررة التي ما زالت تشنها قوات الدعم السريع على القرى وكل ما يصاحبها من قتل واعتقالات وترويع ونهب وتشريد، لهو إمعان في إنتهاك حق حماية المدنيين في النزاعات، والذي تكفله كل المعاهدات وقوانين حقوق الإنسان المحلية والدولية”.
وتُتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ انتهاكات واسعة في مناطق سيطرتها، وتنفي الدعم السريع تلك التهم وتنسبها لـ “متفلتين” وأجهزة امنية وعسكرية محسوبة على القوات المسلحة والحركات المتحالفة معها.