قالت السلطات المحلية في ولاية الاستوائية الوسطى بجنوب السودان، إن عشرة مدنيين قتلوا على يد مسلحين يرتدون زيا عسكريا هاجموا قرية وندوربا يوم الأربعاء هذا الأسبوع.
ووقع الهجوم على قرية وندوربا، بعد ساعات فقط من زيارة حاكم الولاية الجنرال أغسطينو جادالله إلى المنطقة، وقد أدت الهجوم إلى وفيات وإصابات عديدة وسط المدنيين.
وفقا لشهود عيان من المنطقة، فقد وقع قتالا بين مليشيات تابعة للحكومة بقيادة الجنرال كيني واريو، وقوات جبهة الخلاص الوطني بقيادة كيني لووربون في منطقة لوقوكو، بالقرب من وندوربا. وأن قتل تسعة جنود من قوات مليشيا الحكومية وأصيب آخرون، ودمرت سيارة قائدهم في أثناء محاولة هروبه إلى منطقة لانيا.
وأعرب الأسقف ماثيو تعبان، من أبرشية ووندوروبا الأسقفية، الذي حضر مسيرة السلام التي نظمها الحاكم جاد الله، عن صدمته عند علمه بالهجوم، مشيرا إلى أن من بين الضحايا قس وممرضة كانا يعالجان جرحى قوات المليشيا الحكومية في مركز وندروبا الصحي.
وأوضح أن الحادث وقع عندما هاجم مسلحون المركز الصحي وسط المدينة بالقرب من منزله، وأخرجوا الناس من منازلهم، وقتلوا عشرة أشخاص بإطلاق النار عليهم.
وأشار إلى أن الهجوم قد يكون انتقاميا على خلفية الاشتباكات الأخير بين قوات المعارضة ومليشيا الحكومية، وحث كل من الجيش والمعارضة على السعي إلى حلول سلمية لصراعاتهم.
وأدان أمولي جونقولوسي، النائب البرلماني في الجمعية التشريعية الوطنية الانتقالية، الحادث. ووصفه بأنه “عمليات قتل وحشية ومذبحة” ودعا إلى إجراء تحقيق فوري لتقديم الجناة إلى العدالة.
وقال: “نحث قوات دفاع شعب جنوب السودان على ضمان الحماية المتساوية والمعاملة العادلة لمواطنينا في جنوب السودان ككل، ونطالب بالمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان”.
من جانبه أكد اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، وقوع القتال. فيما لم يقدم تفاصيل عن الاشتباكات. لكنه أشار إلى أن جنوداً حكوميين قتلوا خلال القتال.
وأوضح تونقو استيفن، منسق منطقة وندوروبا الإدارية، أن المدنيين الأبرياء اُقْتِيدُوا من منازلهم وتم ربطهم وإطلاق النار عليهم عشوائيا، فيما وأصيب أربعة بجروح بعد اعتداء عليهم بالسواطير.
وتابع “وقعت اشتباكات بين قوات دفاع شعب جنوب السودان وقوات جبهة الخلاص الوطني في ضواحي وندوربا، وسجلنا ضحايا من جانب الجيش، واتصل بي قائدهم، وأرسلت سيارة لنقل الجرحى، لكن في الليلة نفسها حوالي الساعة 12 و45 دقيقة صباحا، هاجم مسلحون المنطقة، واخرجوا الشباب من منازلهم وقيدوهم، وأطلقوا النار عليهم عشوائيا، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة أربعة آخرين قُطِّعُوا بالسواطير”.
وفقا للمسؤول الحكومي أدت الهجوم إلى نزوج أكثر من مائة ألف شخص من المنطقة.
وقال بيان صحفي صادر عن جبهة الخلاص الوطني المتحدة، المنشقة من جبهة الخلاص الوطني، إن الهجوم المستمر ضدهم منذ 5 سبتمبر من قبل الجيش الحكومي والمليشيا المتحالفة مع السياسي مارتن إيليا لومورو، تحركوا في 7 أكتوبر من ميل 58 على طريق جوبا لانيا لمهاجمة قواعدهم في مقاطعتي وندوروبا ولانيا.
وقال الجنرال فول جديون، المتحدث باسم الجبهة في بيان، أن المجموعة تحاول فتح قواعد عسكرية في منطقة لوقوكو ولوغويرلي بالقرب من قواعدهم العسكرية.
وأبان أن في صباح يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2024، تعرض قواتهم على الهجوم، أسفر عن مقتل 7 في الحال، وأن قواتهم اجتياح قاعدة المهاجمين وأحرقت مركبة لاند كروزر كانت تنقل تعزيزات إلى القوات المحاصرة”.
وأضاف “في حوالي الساعة العاشرة مساءً، وصلت ثلاث دراجات نارية ودبابة مقاتلة وشاحنة إلى مركز ووندوروبا في لانيا لنقل الجرحى، لكنهم قرروا شن هجوم انتقامي على المدنيين الأبرياء الذين تجمعوا حدادا على أحد أفراد الأسرة المتوفى”.
وقال إن الأشخاص العشرة قُتلوا بدم بارد للاشتباه في كونهم مرتبطين بالجنرال كيني لوبورونق أو أفراد عشيرته.