قال محلل سياسي في جنوب السودان، إن صمت الحكومة في جوبا، على التقارير التي تفيد باستمرار القوات الأوغندية في احتلال أراضي البلاد في منطقة فوجي، لها أبعاد سياسية واقتصادية ومثيرة القلق.
الأسبوع الماضي، قالت السلطات المحلية في منطقة فوجي، إن القوات الأوغندية احتلت أراضيهم بالقوة، وأنهم في التوغل إلى الداخل وأنشأت مستوطنات في مناطق داخل أراضي جنوب السودان.
وقال الدكتور أبراهام كول نيون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا في تصريح لراديو تمازج، إن تقاعس حكومة جنوب السودان يمكن أن يكون خطوة استراتيجية تتأثر بالتعقيدات الداخلية.
وأوضح أن الصراعات الداخلية المستمرة والتوترات العرقية والركود الاقتصادي أضعفت قوات دفاع شعب جنوب السودان، مما قوض قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية بفعالية.
وتابع: “يمكن اعتبار الصمت بشأن هذه القضية قرارا تكتيكيا للحفاظ على العلاقات التجارية الحيوية وتجنب استفزاز أوغندا، التي شاركت تاريخيا في شؤون جنوب السودان”.
وأضاف: “قد تخشى الحكومة من أن تؤدي المواجهة إلى دفع أوغندا إلى دعم جماعات المعارضة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الحالي”.
وأشار إلى أن الاعتماد الاقتصادي على أوغندا، كطريق تجاري رئيسي وشريك، قد يكون عاملا في قرار الحكومة التقليل من شأن احتلال الأراضي.
وحذر من أن التعدي المستمر يسلط الضوء على الحاجة الملحة لجنوب السودان لإعادة تقييم استعداده العسكري وموقفه الاستراتيجي. وقال إن التقليل من شأن قدرات الجيش الأوغندي يمكن أن يشكل مخاطر كبيرة على جنوب السودان.
من جانبه، أكد اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، إن الجيش على علم بتجاوزات القوات الأوغندية، وإنهم يعملون بنشاط مع نظرائهم الأوغنديين من أجل التوصل إلى حل سلمي.
وتابع: “أصبحت قضية احتلال الأراضي، قضية وطنية تتطلب قرارا سياسيا”.
وقال إن الجيشين كانا قد أنشأ لجنة رفيعة المستوى لدراسة قضايا الحدود.
وقد أثار القضية قلق كبير وسط المواطنين حول التزام حكومة جنوب السودان في حماية السيادة الوطنية.