محافظ مقاطعة ناصر يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية

لا يزال الوضع الإنساني في مقاطعة ناصر، بولاية أعالي النيل، حرجًا بعد تجدد الاشتباكات، حيث حذرت السلطات المحلية من تصاعد النزوح ونقص الغذاء وتفاقم تفشي وباء الكوليرا.

شهد العنف، الذي اشتد في الأسابيع الأخيرة، سيطرة شباب مسلحين محليين، يُعرفون أيضًا باسم الجيش الأبيض، على ثكنات عسكرية في بلدة ناصر، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات إلى قرى مجاورة مثل ماندينق وجينقمير وقرى أخرى.

 وصرح جميس قاتلواك لو، محافظ مقاطعة الناصر لراديو تمازج الجمعة، بأن العديد من النازحين فروا عبر الحدود إلى إثيوبيا.

وأضاف “الوضع الأمني ​​في ناصر مستقر الآن، لكن النازحين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى”.

وحذر من أن الأزمة قد تتفاقم في الأشهر المقبلة إذا لم تُقدّم المساعدات بشكل عاجل، إذ أدى القتال المتقطع خلال الشهر الماضي إلى تدمير سبل العيش وتعطيل الخدمات الأساسية.

جهود إجلاء الجنود العالقين

في أعقاب اشتباكات الأسبوع الماضي، فرّ عدد من جنود قوات دفاع شعب جنوب السودان من ثكناتهم، ويُقال إنهم لجأوا إلى الاحتماء وسط المجتمعات المحلية، وبين قاتلواك إن الجهود جارية لتحديد مكان الجنود العالقين وإجلائهم.

وقال “سجّلنا 21 جنديًا حتى الآن، من بينهم 15 في أولانق، القريبة جغرافيًا من ناصر”. 

وأضاف “الجنود الذين انتشلناهم سالمون، ونعمل مع الحكومة الوطنية لإجلائهم. التحدي الرئيسي هو الغذاء، على الرغم من أننا تمكنا من إيصال بعض الإمدادات”.

تفشي الكوليرا يُفاقم الأزمة

أدى الصراع إلى تفاقم حالة طوارئ صحية عامة متنامية، مع انتشار وباء الكوليرا بسرعة وسط نقص في الموارد الطبية.

 خلال الأيام القليلة الماضية وحدها، تم إدخال أكثر من 70 مريضًا إلى المرافق الصحية، مع تسجيل 10 وفيات، وفقًا لتصريح قاتلواك.

وأضاف “توفي ستة مرضى قبل وصولهم إلى المرفق الصحي، ونحن نعاني من نقص حاد في الأدوية اللازمة للعلاج”.

وأشار قاتلواك، وهو طبيب، إلى أن العاملين في المجال الصحي موجودون على الأرض، لكنهم ما زالوا تحت ضغط حجم الأزمة.

دعوات للمساعدة والسلام

جدد المحافظ نداءاته العاجلة للتدخل الإنساني والتوصل إلى حل سلمي للعنف.

 وحذّر قائلاً “إذا لم تصل المساعدات، فستكون الأشهر المقبلة صعبة للغاية على شعبنا”.