شهدت الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في السودان، والتي انطلقت في جنيف أمس، تطورات جديدة بعد إعلان الحكومة السودانية عن انسحابها من المفاوضات.
جاء هذا القرار في أعقاب اجتماع تحضيري عقد في جدة، حيث لم تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق حول آليات تنفيذ وقف إطلاق النار.
وأوضحت الحكومة السودانية أن الوفد الأمريكي لم يقدم ضمانات كافية لالتزام قوات الدعم السريع باتفاق جدة السابق، كما أعربت عن استيائها من إصرار الولايات المتحدة على مشاركة الإمارات العربية المتحدة في المحادثات.
من جهته، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان على أهمية المضي قدماً في المفاوضات، محذراً من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.
واشترطت وزارة الخارجية السودانية موافقتها المبدئية على المشاركة في محادثات جنيف، بالتزام قوات الدعم السريع باتفاق جدة. ومع ذلك، وبعد اجتماع تحضيري في جدة، قررت الحكومة السودانية الانسحاب من المفاوضات.
وأوضحت أن الوفد الأمريكي لم يقدم ما يبرر إنشاء منبر جديد للمفاوضات، ولم يقدم ضمانات كافية لتنفيذ الاتفاق السابق.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، ووزير الثقافة والإعلام المكلف جراهام عبدالقادر في تصريحات صحفية حصل عليها راديو تمازج، أن الوفد الأميركي لم يلتزم بدفع الدعم السريع للالتزام بتنفيذ إعلان جدة.
وأشار جراهام إلى إصرار الوفد الأمريكي على مشاركة دولة الإمارات كمراقب في اللقاء، والتي تزود الدعم السريع بالسلاح والدعم اللوجستي ، علي حد تعبيره.
وقد أصر المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو على المضي قدما في المحادثات قائلا إن الشعب السوداني الذي يعاني الصراع المدمر، ليس بوسعه مزيد من الانتظار.
وتصاعدت توترات المجتمع السوداني بعد تصريح الوفد الأميركي أمس، إمهال الجيش السوداني «مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام» للمشاركة في مفاوضات سويسرا لوقف الحرب في البلاد.
ومن المقرر أن تستمر المحادثات لمدة تصل إلى 10 أيام برعاية أميركية وسعودية، وبحضور الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.