أدان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت يوم الجمعة، عمليات القتل الأخيرة لمواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية، ووصف هذه الأعمال بالإرهاب، وكرر دعوته لحماية المواطنين السودانيين الذين يعيشون في جنوب السودان.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثارت مقاطع فيديو مروعة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي لجنوب سودانيين قُتلوا في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، مخاوف بشأن سلامة الآلاف الذين تقطعت بهم السبل في السودان.
أثارت عمليات القتل، التي تم التقاطها بالكاميرا بعد أن سيطرت القوات المسلحة السودانية على ود مدني يوم السبت، احتجاجات عنيفة في جوبا ومدن أخرى في جنوب السودان مساء الخميس وصباح الجمعة.
قوبلت الاحتجاجات برد فعل عنيف من قبل الشرطة، مما أدى إلى اعتقالات، على الرغم من إطلاق سراح المعتقلين لاحقًا.
وتعرضت بعض المحلات المملوكة للسودانيين للتخريب والنهب، مما دفع الحكومة إلى فرض حظر تجوال على مستوى البلاد في وقت مبكر من صباح الجمعة.
وفي خطابه للأمة بعد ظهر يوم الجمعة، أدان كير قتل المواطنين من جنوب السودان، ووصفه بأنه عمل غير إنساني.
وقال كير “أيها المواطنون الأعزاء، أشعر بألمكم وازدرائكم للفظائع التي ارتكبت ضد مواطنينا في السودان، وخاصة ما يحدث في حرب الجزيرة. إن عمليات القتل الوحشية اللاإنسانية للمدنيين الأبرياء من جنوب السودان، والتي يُزعم أن القوات المسلحة السودانية ارتكبتها تشعل ذكريات صعبة وحزينة وعاطفية. هذه الأعمال الشنيعة غير مقبولة، وتضاهي الإرهاب حقًا”.
وأوضح كير أن جنوب السودان لا يزال ينظر إلى السودان باعتباره وطنه؛ بسبب تاريخه المشترك، ودعا السلطات السودانية إلى حماية مواطني جنوب السودان المحاصرين في مناطق الصراع.
وأضاف زعيم جنوب السودان إنه أصدر تعليماته لوزارة الخارجية بالتواصل مع السفارة السودانية في جوبا للحصول على تفسير.
وتابع كير أن “وزارة الخارجية مطالبة بإجراء تحقيق فوري وشامل في مقتل المدنيين العزل، ومشاركة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وحكومة السودان لضمان الشفافية في مثل هذه التحقيقات”.
وأكد كير كذلك على ضرورة المساءلة، وحث الحكومة السودانية على ضمان محاكمة المسؤولين عن عمليات القتل.
ومضى قائلا “لذلك أحث جميع مواطني جنوب السودان على الهدوء والامتناع عن الانتقام. ومن الأهمية بمكان ألا نسمح للغضب والعواطف بتغييم حكمتنا والتحول ضد الإخوة والأخوات السودانيين”.
كما دعا زعيم جنوب السودان إلى حماية المواطنين السودانيين المقيمين في البلاد، مؤكداً على مسؤوليته عن توفير المأوى والأمان لأولئك الذين فروا من الحرب في السودان.
وحثهم قائلاً “دعوهم يجدون الراحة معكم أو حولكم. دعونا نثق في عملية السلام والحوار لحل هذه الأزمة بدلاً من أن يأخذ المواطنون الأمور بأيديهم”.
ووجه كير قيادة الجيش والمفتش العام للشرطة والمدير العام لجهاز الأمن الوطني بضمان عدم أخذ أي شخص للقانون بأيديه.
وشدد على “ضمان حماية كافة المواطنين السودانيين داخل أراضي جمهورية جنوب السودان”.