أكد الرئيس سلفا كير ميارديت، التزام إدارته باتفاقية السلام لعام 2018 في جنوب السودان، قائلاً إن مبادرة تومايني التي تقودها كينيا مصممة لاستكمال الاتفاقية الحالية، وليس بديلاً لها.
لقد عانت مبادرة تومايني التي بدأت في 9 مايو، من انتكاسة في يوليو عندما أثار بعض الأطراف مخاوف بشأن آليات محددة.
وأوضح الرئيس كير في حديثه في افتتاح منتدى الحكام الثامن في جوبا يوم الثلاثاء، أن مبادرة السلام مع الجماعات الرافضة تسعى إلى معالجة الثغرات وضمان الشمولية في إطار اتفاقية 2018.
وقال كير “مبادرة تومايني لا تتعلق بالتفاوض على اتفاقية سلام جديدة موازية أو تقويض اتفاق 2018. هدفها هو سد الفجوات ومعالجة المخاوف، وضمان الشمولية داخل الإطار الحالي”.
وبين أن إنشاء اتفاقية جديدة تتناقض مع مبدأ الشمولية، ويمكن أن يعيد البلاد إلى الصراع.
وأكد زعيم جنوب السودان على أهمية الجهود الجماعية في معالجة تحديات الأمة، بما في ذلك بناء السلام والتعافي الاقتصادي وإدارة الكوارث.
الانتخابات وجهود السلام
كما ذكّر الرئيس القادة السياسيين بالحاجة الملحة للاستعداد لانتخابات 2026 كجزء من الفترة الانتقالية الممتدة.
وقال كير “أربعة وعشرون شهرًا ليست فترة طويلة. إذا لم تكن مستعدًا للتنافس، فهذا هو الوقت المناسب للبدء في الاستعداد”.
كما سلط الضوء على إعادة هيكلة الحكومة لوفد السلام الخاص بها لتسريع المفاوضات بموجب مبادرة تومايني، والتي من المتوقع أن تستأنف في نيروبي، كينيا.
الاستجابة للفيضانات
كما تحدث الرئيس كير عن الفيضانات الشديدة التي أثرت على كل ولاية تقريبًا والمناطق الإدارية في جنوب السودان، مما أدى إلى نزوح الآلاف، وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
ودعا إلى استجابة موحدة من قبل الوكالات الحكومية، وحث الشركاء الدوليون على تقديم الدعم.
وقال “أحث وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث على التنسيق مع المحافظين وتعبئة الموارد لمساعدة المناطق المتضررة من الفيضانات”.
وشجع كير حكام الولايات على التركيز على تعزيز الاقتصادات المحلية وخلق فرص العمل للشباب وإعطاء الأولوية للزراعة.
وأضاف “يتعين على حكومات الولايات إيجاد طرق مبتكرة لجذب الاستثمار ودعم الأمن الغذائي. والشراكات بين المزارعين والمستثمرين ضرورية لانتعاشنا الاقتصادي”.
وفي كلمته الختامية، حث الرئيس كير القادة السياسيين على العمل معًا لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في جميع أنحاء جنوب السودان، وشكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشركاء الآخرين على دعمهم.
واختتم كير حديثه قائلاً “إن وجودكم هنا اليوم يعكس مسؤوليتنا المشتركة لبناء دولة مسالمة ومرنة”.
وفي سياق منفصل، أكد حاكم ولاية الاستوائية الوسطى أغستينو جاد الله واني على أهمية المنتدى كمنصة لمناقشة قضايا الأمن والحوكمة.
وقال واني “يمنحنا هذا المنتدى الفرصة لمناقشة التحديات الرئيسية وضمان تلبية توقعات الناس للسلام والازدهار”.
وسيستمر المنتدى في المناقشات الرامية إلى صياغة قرارات قابلة للتنفيذ لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحًا في جنوب السودان.