قيود المجتمع تهدد تعليم البنات في منطقة “فشلا”

تكافح الفتيات في سن الدراسة في مقاطعة فشلا بإدارية بيبور الكبرى من أجل الحصول على التعليم وسط شيوع الزواج القسري والمبكر في المجتمع المحلي.

تكافح الفتيات في سن الدراسة في مقاطعة فشلا بإدارية بيبور الكبرى من أجل الحصول على التعليم وسط شيوع الزواج القسري والمبكر في المجتمع المحلي.

وفي إستطلاع اجراه راديو تمازج في منطقة "فشلا"، قال العديد من المواطنين إن تحرر الفتيات من العادات والتقاليد التي تحرمهن من الحصول على التعليم لا يزال مجرد حلم.

وألقت الآمي أوقاتو، تلميذة بالصف السابع، باللائمة على انخفاض نسبة تعليم البنات وارتفاع حالات التسرب في المدارس إلى عادة الزواج المبكر، التي تمارس على نطاق واسع في المنطقة.

وأوضحت اوقاتو، ان اجبار الفتاة في سن الـ 14 سنة على الزواج من رجل متقدم في العمر، وهو السبب في عدم وجود عدد كاف من البنات في المدارس في منطقة فشلا.

وأضافت "السبب الآخر هو عدم وجود التعليم الجيد في المدارس، فعلى سبيل المثال، النظام الصحي غير جيد لذا يختار البنات البقاء في المنزل".

من جانبها حثت التلميذة إيزا قيلو أوبانق، 14 عاماً، الحكومة على الاستثمار في التعليم، مبينة إن الفتيات تفضلن الزواج في بعض الأحيان بسبب الإحباطات، الناتجة من مشاكل التعليم في المنطقة.

وأشارت التلميذة أبيو قيلو، ان العادات المحلية تجبر الفتيات من الزواج برجال متقدمين في السن، بسبب الحصول على الثروة أو المهر، مشيرة الى انه من بين العادات تزويج الفتاة لرجل مسن للحصول على أبقار من أجل سداد مهر أخيها إذا أراد الزواج ولا يملك عدد كافي من الأبقار .

ابيو البالغة من العمر 17 عاماً، أعربت عن قلقها من ضياع مستقبلها، مشيرة إلى أنها ارادت أن تصبح طبيبة، لكن عدم وجود مدرسة ثانوية في المنطقة جعلتها تعيد الفصل الدراسي لملء فراغها.

وتابعت "ان لم أجد شخص ياخذني الى جوبا او إثيوبيا لتكملة تعليمي، فحتما ساتزوج لا خيار أمامي".

اوبوي أودول، رئيسة جمعية النساء في فشلا، تقول لراديو تمازُج، ان الجمعية تقوم بإشراك قادة المجتمع المحلي، بهدف سن قوانين تمنع الزواج القسري والمبكر للفتيات في مجتمع "أنواك".

وقالت اودول إن عدم وجود مدرسة للبنات في المنطقة جعل الزواج المبكر هو الخيار الوحيد أمام الفتيات اللاتي لن تتجاوز اعمارهن 14 سنة.

مديرة التعليم في المقاطعة، أوطاي قورا، عزت ظاهرة تسرب الفتيات والزواج المبكر الى عدم وجود خدمات جيدة في المدارس، بجانب توقف الدراسة بسبب هجرة المعلمين لمهنة التدريس.

بحسب المديرة، توجد في منطقة فشلا 18 مدرسة إبتدائية بها 56 معلم ومعلمة، لكنها أشارت الى ترك العديد من المعلمين مهنة التدريس بسبب قلة الأجور.

وتناشد قورا، الحكومة على توفير الخدمات اللازمة لتحسين تعليم البنات في منطقة فشلا.

ونتيجة لضعف الخدمات الأساسية من التعليم والبنية التحتية في منطقة فشلا، يهاجر العديد من الأسر مع أبنائهم إلى دولة إثيوبيا عبر الحدود، للحصول على التعليم والرعاية الصحية.

وتتنشر عادة الزواج المبكر والقسري وسط عدد من قبائل جنوب السودان، حيث تعتبر الفتاة مصدراً للثروة والحصول على عدد من الأبقار.