قال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، صدقي كبلو، إنه لا يمكن تبني موقف الحياد في الحرب الدائرة في السودان، مشددًا على أن الموقف يتطلب إما دعم استمرار الحرب أو العمل الجاد على إنهائها.
وأشار كبلو، في حديث لراديو تمازج، إلى أن إنهاء الحرب يجب أن يكون بقرار شعبي مدعومًا بجهود دولية قوية تفرض وقف إطلاق النار وتمنع تسليح الأطراف المتنازعة.
وأوضح أن وقف إطلاق النار خطوة أساسية لا يمكن للطرفين اتخاذها بمحض إرادتهما، بل تتطلب تدخلاً حازمًا من المجتمع الدولي لوقف إمدادات السلاح، مما سيدفع الأطراف المتنازعة إلى الدخول في مفاوضات جادة.
وأضاف كبلو أن الولايات المتحدة، باعتبارها أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم، يمكنها لعب دور حاسم في منع تسليح الأطراف المتحاربة بفضل قوانينها التي تفرض قيودًا صارمة على استخدام أسلحتها في الصراعات الدولية.
وأوضح أن هناك إمكانية لفرض رقابة دولية جوية وبحرية على السودان، ومراقبة حدوده باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، للضغط على حكومات دول الجوار لمنع تهريب الأسلحة.
وأكد كبلو أن المجتمع الدولي يمتلك الإمكانيات التكنولوجية والبشرية اللازمة لفرض وقف إطلاق النار وإيقاف تمويل الأطراف المتحاربة بالسلاح والذخائر. وشدد على أن التلويح بأن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من الجرائم ضد المدنيين، وهو ما يتعارض مع اتفاقيات جنيف، ما قد يسهم في محاكمة مرتكبي هذه الجرائم في المستقبل.
ودعا كبلو إلى تحرك دولي عاجل وقوي لضمان تحقيق السلام والاستقرار في السودان وإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء، مشددًا على أن استمرار الحرب سيفضي إلى تداعيات إنسانية كارثية، تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي.
وصرح كبلو بأن أي حديث عن عدم حدوث مجاعة في السودان غير صحيح، مشيرًا إلى خروج عدد من المشاريع الزراعية من الإنتاج وتوقف كل خطوط المواصلات والنقل، بالإضافة إلى عمليات السلب والنهب التي طالت الآليات الزراعية والحرائق التي دمرت القرى بسبب الحرب.
واعتبر كبلو مناطق سنار والنيل الأزرق والمناطق الشمالية، بما في ذلك نهر النيل والشمالية، بأنها مناطق مهددة بأن تطالها الحرب أيضاً. وشدد على أن الطريق الوحيد لتفادي الأزمة غذائية والمجاعة هو إيقاف الحرب.
وأضاف أنه حتى يتم تحقيق ذلك، لا بد من فتح الطرق وتأمين وصول الغذاء لكافة أنحاء السودان عبر المناطق الحدودية، بما في ذلك الحدود الجنوبية عبر جنوب السودان، أو من الحدود الغربية عبر تشاد، أو من الحدود الشرقية عبر البحر الأحمر، أو من الحدود الشمالية.
وأكد كبلو على ضرورة الاهتمام بالمدنيين الموجودين في مناطق الحرب والنازحين الذين انتقلوا إلى أقاليم أخرى ويعيشون في معسكرات. وأشار إلى أن هؤلاء الناس بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والغذائية لضمان بقائهم على قيد الحياة.