قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يوم الأربعاء إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يشعر بقلق عميق إزاء استمرار نزوح الناس؛ بسبب الصراع في عدة أجزاء من السودان.
وقال ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بنيويورك، إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقول إنه بسبب تصاعد الصراع في دارفور، وصل ما يقرب من 25 ألف شخص إلى شرق تشاد في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري.
وقال إن هذا هو أعلى معدل من الوافدين الجدد هذا العام في غضون أسبوع واحد، وأعلى من شهر سبتمبر، وتستضيف تشاد أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني من أي دولة أخرى تستضيف لاجئي السودان”.
وفقا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فر ما يقرب من 3 ملايين لاجئ وعائد من السودان بعد 18 شهرا من الأعمال العدائية، وعبروا الحدود بحثا عن الأمان في البلدان المجاورة.
وأضاف “بصرف النظر عن تشاد، فإنهم يفرون على نحو رئيسي إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا”.
وقال إن المنظمة الدولية للهجرة تقدر أن حوالي 40 ألف رجل وامرأة وطفل نزحوا حديثا داخل السودان في النصف الأول من شهر أكتوبر وحده، وسط تصاعد الأعمال العدائية في بعض أجزاء من البلاد مع انتهاء موسم الأمطار. وأن هذا يرفع العدد الإجمالي للنازحين داخليا في السودان منذ بدء الصراع إلى ما يقرب من 8.2 مليون شخص.
وتابع “مع انحسار الأمطار وإمكانية عبور المزيد من الطرق، يعد هذا وقتا حاسما لمنظمات الإغاثة لنقل الإمدادات الحيوية إلى المناطق التي تشتد فيها الاحتياجات، ويدعو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية جميع أطراف الصراع إلى وقف القتال وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه، نعمل نحن وشركاؤنا مع السلطات الصحية السودانية لتوسيع نطاق الاستجابة للكوليرا”.
وذكر أن ذلك يشمل التطعيم على نطاق واسع، وأن حتى الآن أُبْلِغ عن أكثر من 24 ألف حالة كوليرا منها حوالي 700 حالة وفاة مرتبطة بها منذ منتصف شهر يوليو.
وقال إن المفوضية أخبرهم أنهم يرون زيادة في عدد الأسر التي تصل إلى تشاد منهكة، حيث سار العديد منهم لأيام عبر مناطق الصراع، وقد غمرت الضغوط مركزاً صحياً في تشاد، يسمى مركز بيراك الصحي، وتعمل المفوضية على تنسيق نقل الآلاف من المناطق الحدودية، وأن قيود التمويل تبطئ توفير الخدمات الأساسية لهؤلاء اللاجئين”.
مُوِّل نداء خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين التابع للمفوضية للحصول على 1.5 مليار دولار لدعم اللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة بنسبة 27 في المائة فقط.
وفيما يتعلق بجنوب السودان، قال دوجاريك إن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أصدرت يوم “الأربعاء” تقريرها ربع السنوي عن العنف الذي يؤثر في المدنيين، والذي يغطي الفترة بين أبريل ويونيو من هذا العام. وسجلت زيادة حادة في عدد الحوادث العنيفة – وعدد الضحايا – مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023.
وقال إن من المثير للقلق على نحو خاص أن عمليات الاختطاف زادت بنسبة 181 في المائة، بينما ارتفع عدد ضحايا العنف الجنسي بنسبة 168 في المائة.
ودعا نيكولاس هايسوم، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، إلى استمرار الجهود من قبل السلطات والمجتمعات لحل دوافع الصراع الطويلة الأمد سلميا.