نيانتاي قاتكوث هي واحدة من الذين نجوا من العنف في شرق ولاية أعالي النيل بجنوب السودان وذلك في هجوم عسكري في وقت سابق من هذا العام. و على الرغم من إنها مكفوفة قالت انها تمكنت من الهروب ومن ثم تم لم شملها مع عائلتها في مخيم للاجئين في إثيوبيا.
نيانتاي اصيبت بالعمى بعد تصويتها لاستفتاء جنوب السودان في يناير كانون الثاني عام 2011. وقالت انها لا تعرف السبب.
قالت أنها تمييز ما بين الضوء والظلام فقط : ” أستطيع التفريق ما بين الصباح والليل، هذا كل ما في الأمر.”
عندما تعرضت قريتها للهجوم في مقاطعة مايوت في وقت سابق من هذا العام لم تعرف نيانتاي ما يحدث ولكن عرفت عندما سمعت اطلاق النيران و محادثات الناس الذين كانوا يركضون.
فرت الأم التي تبلغ من العمر 40 عاماً الى الغابة مع أربعة من أولادها ، مسترشدة بالأقارب والجيران. ولكن تنصلت يدها من دليلها فوجدت نفسها وحيدة في الغابة.
قالت” لقد واصلت الجري”، . “سمعت الناس يطلقون النار وشعرت بخوف شديد، وكنت لا أرى شيئاً، وهربت لوحدي.”
سقطت في حفر واصطدمت بالأشجار وعانت من الحمى والإرهاق.
في احدى المرات جلست في الغابة وتمنت الموت وقالت “كنتُ أسمع الاسود والضباع”،. “أردتُ منهم فقط أن يأتوا ويأكلوني طالما سأءت بي الأحول وأصبحت متألم وضال .”
انتظرتُ وفكرتُ:” إذا اكلتني الحيوانات، فهذا شيء طيب. إذا قتلني الجنود، هذا شيء طيب أيضا. لم أشعر بالخوف بعد ذلك . لم أفكر أو أهتم بأي شيء آخر غير الموت “.
في اليوم التالي، عثر بعض الجيران على نيانتاي وأخذوها إلى مكان آمن. و في نهاية المطاف عبرت الحدود إلى إثيوبيا، حيث تم لم شملها مع زوجها واطفالها الأربعة والذين اعتقدت انهم قد ماتوا.
وقال “عندما سمعتُ أصواتهم وعرفتهم ، أُغمى علي،. أصبح الناس يصبون الماء على جسمي حتى أعود إلى الوعي “.
هي الآن تعيش في مخيم تيركيدي للاجئين المترامية الاطراف والذي يضم ما يقرب من 50,000 لاجئ من جنوب السودان. وأطفالها يذهبون إلى المدارس في المخيم