أطلق مجلس كنائس جنوب السودان ووكالة السلام الهولندية، “فاكس”، كتيبا لتعزيز السلام في جميع أنحاء البلاد.
صُمِّم الكتيب بعنوان نشاط اللاعنف، لتمكين قادة الكنائس في تعزيز السلام. وهو الأول من نوعه في جنوب السودان، ويهدف إلى تقديم إرشادات عملية لتعزيز المصالحة داخل المجتمعات.
تأتي المبادرة بعد عقود من الصراع في جنوب السودان، بما في ذلك الحرب الأهلية التي اندلعت بعد استقلال البلاد في عام 2011.
وقد اجتمع قادة الكنيسة في كيغالي عاصمة رواندا، وتعهدوا بالسعي إلى حل النزاعات اللاعنفية، وتم تكليف “فاكس”، بموجب خطة العمل من أجل السلام التي تقودها الكنيسة، بتطوير كُتيب العمل.
وقال إيمانويل إيرا، مدير “فاكس” في جنوب السودان، إن الغرض من النشر هو المساهمة في السلام العادل. وزاد: “نريد أن نكسر هذه الثقافة التي يعتقد معظم الناس أن أهل جنوب السودان مجتمعات عنيفة، وهذه هي البداية التي ستساعد هذه الأداة في كسر هذا التصور للعنف”.
وأكد أن العنف هو سلوك مكتسب، يتشكل من البيئة، وأن الكتيب يقدم مسارا لتغيير هذا التصور.
وأكد جيمس مكوي شول، رئيس مجلس الكنيسة المشيخية في جنوب السودان والسودان، على التزام الكنيسة الطويل الأمد في بناء السلام، وأشار إلى تورطهم في الصراعات السابقة وحركة استقلال شعب جنوب السودان.
وأوضح كيفية تطوير الكتيب، من قرار اتخذه قادة الكنيسة في لوكينيا في عام 2022، واستوحى المزيد من الإلهام من الحج المسكوني للسلام في عام 2023، حيث شجعهم البابا فرانسيس، ورئيس أساقفة كانتربري، ورئيس كنيسة اسكتلندا، على تبني اللاعنف.
وتابع “هذا الكتيب ليس للقراءة فقط، بل للتنفيذ، اللاعنف ليس سلبيا، بل نشاطا، وندعو قادة الكنيسة على جميع المستويات إلى تبني مبادئه وتنفيذها”.
وأكد توت كونج نيانق كون، الأمين العام لمجلس كنائس جنوب السودان، أن رسالة الكتيب موجهة للجميع، وليس فقط لقادة الكنيسة.
وقال “نحن جميعا مدعوون إلى التكثيف، ودعوة شعبنا إلى عدم الرد، وأخذ القانون بأيديهم”.
وأقر بانتشار العنف في المجتمعات، ودعا إلى رفض الانتقام لصالح الحب والتسامح والحوار.