دعا مجلس الكنائس الإنجيلية في جنوب السودان يوم “الثلاثاء”، إلى التهدئة الفورية للتوترات الأمنية والسياسية في البلاد، وإجراء الحوار.
في مؤتمر صحفي عُقد في جوبا، أعرب الأسقف بول دينق جوشوا، رئيس الكنائس الإنجيلية في جنوب السودان، عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأزمة السياسية والعنف في جميع أنحاء البلاد، خاصةً في ولايات أعالي النيل، الاستوائية الوسطى، وغرب الاستوائية، وواراب، وشرق الاستوائية.
ودعا جميع القادة والجهات المعنية إلى إعطاء الأولوية للحوار والسلام ورفاهية جميع مواطني جنوب السودان. وقدّم الأسقف تعازيه لأسرة ومجتمع الجنرال الراحل ديفيد مجور داك، وجميع زملائه، والمدنيين الذين فقدوا أرواحهم في حادثة الناصر. وأشاد بشجاعتهم ودعوتهم إلى الوحدة والمصالحة.
حثّ الأسقف، الرئيس سلفا كير ونائبه الأول الدكتور رياك مشار على الحوار المباشر كإجراء لبناء الثقة، وإيجاد حلول سلمية للتحديات الراهنة.
وأشاد ببعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الترويكا لاستعدادها لتسهيل المحادثات بين كير ومشار، وشجع القادة على قبول العرض أو النظر في حل محلي من الكنيسة لصالح الاستقرار الوطني.
وقال “ندعو إلى تهدئة التوترات فورا، بما في ذلك وقف الأعمال العدائية والقصف الجوي في المناطق المتضررة، ونناشد جميع الأطراف ضمان حماية المدنيين والالتزام بالقانون الإنساني الدولي”.
وتابع: “ندين بشدة خطاب الكراهية والتصريحات التحريضية على منصات التواصل الاجتماعي التي تُؤجج الانقسامات، وتُقوّض الوحدة الوطنية، ونحثّ جميع القادة والمجتمعات والمواطنين على تعزيز ثقافة الاحترام والحوار البنّاء”.
وأكّد أن العنف بين العشائر، بما في ذلك غارات نهب الماشية في ولايتي واراب وجونقلي، والاشتباكات بين المزارعين والرعاة في ولايتي شرق ووسط الاستوائية، لا تزال تُشكّل مصدر قلق كبير.
وتابع “ندعو إلى اتخاذ تدابير استباقية لمعالجة هذه النزاعات من خلال مبادرات السلام المحلية، وإنفاذ سيادة القانون، والتواصل مع المجتمعات المحلية لتعزيز التعايش السلمي، وندعو إلى تحقيق محايد في الأسباب الجذرية لهذه النزاعات، ويجب تقديم أي شخص يُدان إلى العدالة”.
ودعا الأسقف الحكومة إلى تسريع عملية نزع سلاح المدنيين في جميع الولايات العشر والمناطق الإدارية الثلاث في جنوب السودان، واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال سياسات مسؤولة تُعطي الأولوية لرفاهية الشعب.
وأعرب عن مخاوفه بشأن وجود قوات أجنبية في جنوب السودان، وشجع على حل المخاوف الأمنية من خلال الحوار الدبلوماسي، بما يضمن الحفاظ على السيادة الوطنية والاستقرار، وحثّ المنظمات الإقليمية والدولية على تهدئة التوتر.
وحثّ كتلة شرق أفريقيا والإيقاد والاتحاد الإفريقي، على الانخراط بفعالية في جهود تهدئة التوترات ودعم جنوب السودان في إيجاد حلول مستدامة، للاستقرار الإقليم، وقال إن العمل الجماعي ضروري للحفاظ على السلام والأمن.
وأضاف “نحن، مجلس الكنائس الإنجيلية في جنوب السودان، نؤكد مجددا صلواتنا والتزامنا بالسلام والمصالحة، ونقف على أهبة الاستعداد لدعم لجهود جميعها التي تعزز الوحدة والتعافي، وندعو جميع قادة ومواطني جنوب السودان على حد سواء إلى العمل معا من أجل جنوب سودان ينعم بالسلام والازدهار”.