عاشت مدينة جوبا حاضرة دولة جنوب السودان،أمس الإثنين ،أجواء الإنتظار بسبب تضارب الأنباء حول عودة زعيم المتمردين في جنوب السودان ونائب رئيس الجمهورية المرتقب وفقاً لإتفاقية السلام الموقعة بين المعارضة المسلحة والحكومة في أغسطس الماضي.
وكانت المعارضة المسلحة قد أعلنت في وقت سابق عن عودة مشار إلي جوبا صباح أمس الإثنين ،قبل أن تؤكد تأجيل وصوله إلي جوبا حتى اليوم الثلاثاء وذلك لأسباب لوجستية ،وذلك وفقاً للمتحدث باسم وفد المعارضة المسلحة في جوبا ،السيد وليم إزيكيل الذي قال للصحفيين في مطار جوبا أن وصول مشار إلي جوبا تأجل إلي اليوم الثلاثاء لأسباب لوجستية.
هذا وأشار إزيكيل أيضاً في تصريحاته بمطار جوبا إلي أن مجهول قام بإزالة اللوحات الإعلانية الخاصة بعودة مشار من الطرقات. وشدد إزيكيل أنهم يدينون وبشدة هذا السلوك قبل أن يؤكد أنهم ماضون في تنفيذ إتفاقية السلام.
بينما عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية جناح كير وعضو اللجنة العليا لإستقبال مشار من جانب حكومة جوبا أكول بول من جانبه ،قال في تصريح لراديو تمازج أنهم كانوا يتوقعون عودة مشار إلي جوبا صباح أمس الإثنين وفقاً لما خطط لها إلا أنهم تفاجأوا بتأجيل عودة مشار وذلك نقلاً عن رئيس وفد المعارضة المسلحة في جوبا وكبير مفاوضي المعارضة المسلحة في محادثات السلام ،تعبان دينق قاي.
وأشار بول إلي أن قاي أخبرهم أن مشار أرجأ وصوله لمدينة جوبا لحين وصول رئيس هيئة أركان المعارضة المسلحة،قبل أن يعود ويقول أن هنالك محاولات لإثناء مشار للعودة إلي جوبا الإثنين مرة أخرى.
وأوضح أن عودة مشار إلي جوبا الإثنين لم تؤكد بعد : وتابع أن ذلك متروك لحلحلة الأوضاع التنظيمية داخل المعارضة المسلحة.
في الوقت الذي أكد مبيور قرنق المتحدث باسم المعارضة المسلحة من جانبه ،وصول مشار إلي جوبا الإثنين ،وأرجع تأجيل وصوله إلي الساعة الواحدة بدلاً من العاشرة صباحاً لأسباب إدارية قبل أن يعود ويؤكد من جديد تأجيل عودة مشار إلي جوبا للثلاثاء.
وقال أن تأجيل وصوله يعود إلى إجراءات في مطار قامبيلا الإثيوبية ،في إشارة إلي الأسلحة الخاصة بحرس مشار.
وأضاف أن الإجراءات تم تجاوزها لكن في ساعات متأخرة ،وتوقع عودة مشار إلي جوبا صباح اليوم الثلاثاء.
هذا وتوقع مراقبون تأجيل عودة زعيم المتمردين إلي جنوب السودان للتوترات الأمنية التي تشهدها الحدود بين إثيوبيا وجنوب السودان على خلفية الأنباء التي حملتها وسائل الإعلام الإقليمة والعالمية ،عن مقتل نحو(140) مواطناً إثيوبياً إثر هجوم لمسلحين عبروا من جنوب السودان،ذلك وفقاً للسلطات الأثيوبية.
بينما أخرون عزوا أسباب تأجيل عودة زعيم المتمردين إلي جوبا بسبب المخاوف من حدوث توترات بمدينة جوبا على خلفية رفض الحكومة الإستقبال الشعبي لزعيم المتمردين.
هذا إلي جانب الجدل بين الحكومة والمعارضة حول حجم التغطية الإعلامية لإستقبال مشار،وذلك ما رفضه المتحدث باسم وفد المعارضة المسلحة في جوبا وليم إزيكيل .
والمواطنون في جوبا من جانبهم أعربوا عن تفاؤلهم الحذر بعودة مشار إلي جوبا ،وأشاروا إلي أن عودته تساهم في رفع المعاناة عن المواطنين في إشارة إلي تردي الأوضاع المعيشية في كافة انحاء جنوب السودان بسبب الحرب.
إلا أن بعضهم أعربوا عن مخاوفهم من تجاوزات ربما تحدث بين مؤيدي مشار والأجهزة الأمنية في جوبا لرفض الحكومة لخروج الجماهير لإستقبال مشار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد قدم برقية تهنئة لزعيم متمردي جنوب السودان ونائب رئيس الجمهورية لعودته إلي جوبا حسب ما أعلن عنه الإثنين.
إلي جانب ذلك طالب الرئيس كير بضرورة تنفيذ الترتيبات الأمنية في جوبا توطئة لتهيئة مناخ السلام في جنوب السودان.