كشفت شبكة صيحة عن انتهاكات جنسية واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط السودان، معلنة أنها وثقت لنحو 250 حالة اعتداء جنسي وقعت تجاه نساء وفتيات من ضمنهم طفلات في ولاية الجزيرة.
أعلنت الشبكة النشطة في مناصرة النساء، في مؤتمر صحفي، عقدته الاثنين عبر تقنية مؤتمرات الفيديو، عن توثيقها لـ 25 حالة حمل لطفلات ارتكبها منتسبون للدعم السريع بولاية الجزيرة.
ونوّهت الشبكة إلى أن الأرقام التي رصدتها قد لا تكون معبرة عن الأرقام الحقيقية، وذلك بسبب صعوبات التوثيق وانقطاع الاتصالات والإنترنت في الولاية التي سيطرت عليها الدعم السريع منذ ديسمبر العام الماضي.
وأكّدت المديرة الإقليمية لشبكة صيحة، هالة الكارب، في المؤتمر الصحفي، أن الانتهاكات التي مارستها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ترقى لاتهامها بأنها استخدمت العنف الجنسي والاغتصاب كإحدى وسائل الحرب، مشيرة في ذات الوقت إلى انتهاكات وقعت من قبل أفراد ينتمون للجيش السوداني، وفق ما وثّق تقرير صادر من صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأسبوع الجاري.
وكشفت الشبكة عن توثيقها لحوادث اغتصاب جماعية، وقعت بشكل علني على نساء، فى مدينة الحصاحيصا غرب ولاية الجزيرة.
ونوّهت الشبكة، إلى أن ما وصفتها بـ “الفظائع” لم يتم توثيقها بالكامل، موضحة أن هناك صعوبات في توثيق مثل هذه الانتهاكات بسبب البيئة الثقافية لأهالي ولاية الجزيرة، التي قالت إنها تتسم بالتحفظ، مما يعيق الكشف عن هكذا حوادث.
وذكرت الشبكة أن هذه الانتهاكات تمارس بوصفها إحدى وسائل كسر مقاومة الأهالي عند دخول قوات الدعم السريع للمناطق التي تسيطر عليها حديثاً.
كما كشفت الشبكة عن جرائم عنف جنسي ارتكبت تجاه رجال، مع امتداد هذه الانتهاكات ضد مواطنين في ولاية سنار، التي اقتحمتها قوات الدعم السريع في يوليو الجاري.
وقالت الشبكة إن جرائم العنف الجنسي التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وغرب وشمال سنار، أدت إلى إعاقة العملية الزراعية، مما ساهم في تفاقم المجاعة الحالية في السودان.
ولفت تقرير صادر عن الشبكة، تلقى راديو تمازج نسخة منه، إنه وفقاً لإحصاء لجان مقاومة ود مدني في أبريل العام الجاري، فقد قُتل أكثر من 800 شخص من مواطني الولاية، وأصيب الآلاف، كما تعرض مثلهم من القرويين وأهالي المجتمعات الزراعية للترهيب والتعذيب والنهب والاستغلال، وفقاً للتقرير.
وأشار التقرير إلى وورد شهادات تفيد باحتجاز نساء وأطفال كرهائن مقابل تسليم المدخرات، ونهب المنازل والمحاصيل الزراعية، وإجبار مئات الآلاف على مغادرة منازلهم.
ولفت التقرير إلى تنوع أنماط العنف الجنسي التي يستخدمها الدعم السريع لضمان السيطرة على المناطق، بدءاً من الصدمة المباشرة عند اجتياح المنطقة، مروراً بالسيطرة التدريجية والتفاوض مع السكان، وصولاً إلى استهداف النساء بائعات الأطعمة والشاي والعاملات في القطاع غير الرسمي من النساء اللائي ينتمين للفئات الضعيفة.
دفع المتحدثون في المؤتمر بجملة من التوصيات بخصوص الانتهاكات التي وقعت في ولاية الجزيرة وسنار وولايات السودان الأخرى، من ضمنها التوصية بتشكيل محكمة خاصة تحت سلطة الأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي الاعتداءات، على غرار المحاكم التي شُكِّلت في دولة رواندا بخصوص الانتهاكات التي وقعت أثناء القتال الأهلي فيها في بدايات التسعينات من القرن المنصرم.