أعرب العديد من المواطنين السودانيين عن مخاوفهم من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وندرة بعض المواد الغذائية في الأسواق.
وأدى الارتفاع الحاد في الأسعار إلى تآكل القوة الشرائية، وتفاقم الوضع بسبب ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني.
قالت رفيعة أحمد، من سكان الخرطوم، لراديو تمازج: “إن الأسواق تشهد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار، مما يجعل السلع غير متاحة للجميع.
وتابعت “ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع سعر الدولار”.
وأوضحت أن الارتفاع غير المسبوق في سعر الدولار يؤثر بشكل مباشر على معيشة المواطنين ومستلزمات الطبخ اليومية ، مشبهة الوضع الاقتصادي بحالة الحرب.
وأبدى محمد حسن، أحد سكان إقليم دارفور، استغرابه من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية في الأسواق، قائلاً: “بصراحة، أسعار السلع في السوق أصبحت غالية جداً”.
وأشار إلى أن المواطنين يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادات. وأكد أن هناك أيضاً شحاً في بعض المواد الغذائية، إلى جانب ارتفاع أسعارها.
وعلق المحلل الاقتصادي طارق عثمان بأن “الانخفاض الأخير للعملة المحلية مؤشر خطير يوحي بأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد تتجه نحو الانخفاض الحاد ما لم تتدخل الحكومة بشكل عاجل لكبح هذه الأسعار”.
وأضاف “هذا الانهيار والتدهور يؤثر بشكل كبير على السلع والمستهلكين، مع تضاعف بعض الأسعار”.
وأوضح عثمان أنه طالما استمرت العملة المحلية في الانخفاض، فإن أسعار السوق ستستمر في الارتفاع، مما يزيد من ضعف القوة الشرائية.
وأكد أن ضعف القوة الشرائية لا يرجع إلى ندرة السلع، بل إلى عدم قدرة المستهلكين على تحمل أسعار السوق المتصاعدة.
تشير التقارير الاقتصادية إلى تراجع الجنيه السوداني بشكل ملحوظ أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية، حيث تجاوز سعر الصرف ألفي جنيه لكل دولار.
تعاني العديد من الأسر السودانية من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الصراع المستمر وفقدان الوظائف على نطاق واسع، مما أدى إلى شلل كامل للقطاع الاقتصادي في البلاد.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023، مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين، سواء داخليًا أو كلاجئين.