اعترفت حكومة جنوب السودان “الاثنين” بوجود قوات أوغندية في البلاد، مُتراجعةً عن نفيها السابق. وقالت إن هناك اتفاقية أمنية ثنائية قائمة منذ فترة طويلة لمواجهة التهديدات.
يشهد جنوب السودان توترات عسكرية وسياسية متصاعدة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة محلية “الجيش الأبيض”.
الوضع في جنوب السودان متوتر للغاية، والاشتباكات الأخيرة في الناصر تزيد من خطر انهيار اتفاق السلام. المجتمع الدولي يحث الأطراف المتنازعة على وقف القتال والعودة إلى الحوار لتجنب كارثة إنسانية.
وقال مايكل مكوي لويث، وزير الإعلام للصحفيين في جوبا أن “وحدات فنية وداعمة” تابعة لقوات دفاع الشعب الأوغندي تعمل حاليا في جنوب السودان بموجب اتفاقية عسكرية بين البلدين لمحاربة جيش الرب للمقاومة.
يأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من نفي الحكومة، بعد أن أقرّ الجيش الأوغندي علنا بإرسال قوات إلى جوبا “لحماية” سلطة الرئيس سلفا كير وسط تصاعد انعدام الأمن.
وقال مكوي “إن هذا الاتفاق يشبة العمليات العسكرية الأمريكية السابقة في يامبيو بغرب الاستوائية في جنوب السودان، والتي استهدفت جيش الرب للمقاومة”.
وتابع “هذا ليس سرا أنه يحدث في جميع أنحاء العالم، والقوات الأوغندية هنا هي وحدات دعم تُساعد إخوانهم وأخواتهم في قوات دفاع شعب جنوب السودان”.
وأكد أن الاتفاق يسمح بالدفاع المُشترك عن “الشعب والحكومة وسلامة الأراضي”، رافضا الانتقادات الموجهة لنشر القوات، ووصفها بأنها غير مُبررة.
وحذر مكوي الشباب المسلحين المعروف “بالجيش الأبيض”، والتي تقول الحكومة إنهم موالون لرياك مشار، من إخلاء مقاطعة الناصر في ولاية أعالي النيل أو مواجهة عمليات عسكري.
واتهم المجموعة، بزعزعة استقرار منطقة أعالي النيل منذ التسعينيات وإعادة تشكيل نفسها تحت فصائل جديدة مثل قوة “دفاع النوير”.
وقال “أي مدني في منطقة عسكرية يرفض المغادرة سيُعامل وفقا لذلك”.
وأكد شن غارات جوية حكومية على مقاطعة الناصر، لكنه نفى استهداف المدنيين، مبينا أن العمليات تركز على العناصر المسلحة، ومن يوجَد ضمن هذه المجموعة المسلحة عليه تحمل المسؤولية.
وبشأن مسؤولي حركة رياك المعتقلين في جوبا، قال مكوي “سيواجهون تحقيقا بتهمة محاولة- الإطاحة بالحكومة- وإذا كانوا أبرياء، فسيُطْلَق سراحهم، وإذا كانوا مذنبين، فسيواجهون القانون”.
ومنذ أن بدأت التوترات الأمنية في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل، اعتقلت إدارة الرئيس سلفاكير، رئيس أركان جيش المعارضة وهو نائب رئيس أركان القوات الموحدة، ووزير النفط، ووضع جنرالات المعارضة في جوبا تحت إقامة منزلية.
ليلة يوم “الأحد”، شنت الحكومة غارات جوية على مدينتي الناصر ولونقوشك بولاية أعالي النيل، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيا وجرح آخرين وحرق المنازل وفرار للسكان.
يحذر المجتمع الدولي من أن هذه التطورات تهدد بانهيار اتفاق السلام وعودة البلاد إلى الحرب الأهلية، وتطالب الأطراف الدولية بوقف فوري للقتال وضبط النفس.
تسببت الاشتباكات في الناصر حتى الآن في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، مما يزيد تفاقم الوضع الإنساني الهش في البلاد.