سلطان اوتوهو: ما زلنا نستخدم الفتيات كتعويض عن عمليات القتل

كشف رئيس محكمة توريت (B Court) بولاية شرق الاستوائية، ماثيو أودوما أوفوتو، ان القبائل الناطقة بلغة اوتوهو ما زالت تستخدم الفتيات كتعويض عن عمليات القتل المتعمد.

جاء تصريحاته خلال منتدى عقد مؤخرا عن المرأة والسلام والأمن في مدينة توريت، وسلط الحدث الذي نظمته منظمة المرأة من أجل التقدم (وابو) ومنظمة كير الدولية، الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية، وشدد على الحاجة إلى إصلاحات قانونية وزيادة إشراك المرأة في عمليات صنع القرار.

وشارك في المنتدى أكثر من 70 مشاركًا، بما في ذلك النساء والسلاطين والشباب والبرلمانيين ووزراء الولاية.

وذكر ماثيو أودوما أوفوتو، كبير سلاطين المنطقة، أن هذا العمل اللاإنساني يحدث في القرى، مما يجعل معالجة هذه المشكلة صعبة على الزعماء المحليين.

ويسكن شعب أوتوهو في مقاطعات توريت وإيكوتوس ومنطقة إيمهجيك الإدارية في ولاية شرق الاستوائية، حيث تنتشر هذه الممارسة في القرى.

وقال “هذا خطأ كبير. لم يرتكب الطفل أي جريمة؛ ربما قتل أب أو أخ شخص ما، والمجتمع يطالب بتعويض عن خسارتهم بفتاة. هذه ممارسة عفا عليها الزمن ولا ينبغي أن تستمر”. 

وشدد بان التعويض عن جرائم القتل يجب أن يكون بالمال وليس بالأشخاص، ومع ذلك، لا تزال هذه الممارسة مستمرة بين مجتمعات أوتوهو، خاصة في لوبيرا وإيليو وهيالا. 

وأضاف السلطان أودوما “أنا دائمًا أدافع عن السلاطين، لكن مجتمعاتنا غالبًا ما تتصرف دون سلطتهم. عندما يُقتل شخص ما، يطالبون بالتعويض على شكل فتاة. وهذا أمر شائع حتى في جبال لوبيت. هذه الممارسة خاطئة. أعلم أن الفتاة التي يتم دفعها لعائلة أخرى لن تفيد أي من الطرفين. لقد شاهدت امرأة في جوبا حصلت على تعويض ولم تنجب أطفالًا أبدًا. ويا لها من خسارة”.

وأكدت أم جمعة فيليب أترون، عضو المجلس التشريعي الوطني الانتقالي لولاية شرق الاستوائية، أن دفع الفتيات كتعويض عن جرائم القتل المتعمد لا يزال مستمراً وطالبت المجتمع بوقف تلك الممارسات. 

وقالت “لا أحد يعرف كيف ستكون حياة الفتاة في أيدي أسرتها الجديدة، فقد ينقلون غضبهم على قريبهم المفقود إلى الطفلة البريئة”.

وأضافت “لا أستطيع إعطاء رقم محدد لأن الممارسة مستمرة. يحدث هذا بشكل متكرر في إيكوتوس ولوبيت وتوريت، نحن نلوم القرويين، لكن السلاطين يواجهون تحديات مثل التهديدات بالقتل من عائلات الضحايا، مما يجعل من الصعب وقف هذه الممارسة”.

ورفضت الشابة كريستين بيتر استخدام الفتيات مثلها كتعويض عن الجرائم التي يرتكبها أقاربهن.

وتابعت “للطفل الحق في العيش والذهاب إلى المدرسة. ليست قرضًا ليُسدد، ولا حيوانًا يُستغل ويُنسى. إن وضعها في رعاية عائلة أخرى أثناء وجود والديها هو أمر خاطئ وسوف يفسد حياتها”.

وقالت فلورا سبت جادا، المدير التنفيذي لمنظمة المرأة من أجل التقدم (وابو)، إن الندوة تهدف إلى تعزيز التغيير داخل المجتمعات، لا سيما من خلال إشراك المرأة في عمليات صنع القرار.

وتابعت” نريد أيضًا الحد من القضايا التي تؤثر على المرأة، وخاصة العنف ضد المرأة، وضمان تنفيذ القوانين التي تمنع مثل هذا العنف”.