ساسة ومحللون ينتقدون بشدة مقال سفير روسيا في السودان ويعتبرونه تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي

لقي مقال سفير روسيا في السودان، أندريه تشيرنوفول، انتقادات شديدة من قبل ساسة ومحللون سودانيين، اعتبروا فيها أنه يُمثل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي ويفتقر إلى اللغة الدبلوماسية، كما أنه منحاز لأحد طرفي الصراع في البلاد.

في مقاله، اتهم السفير الروسي القوى السياسية، وخاصةً “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية” (تقدم)، بأنها أشعلت الحرب في البلاد، بينما أشاد بدور الجيش السوداني.

وقد اعتبر رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر يوسف الدقير، في منشور على فيسبوك، أنّ هذا المقال يُمثل “تدخلاً سافراً وغير مقبول”.

وأضاف الدقير أنّ وصف السفير للجيش بأنّه “يظل العقبة الكؤود في طريق ما يسمى بالتحول الديمقراطي” هو “إشارة ماكرة تستبطن إشادة وتشجيعاً للجيش على البقاء عقبة في طريق التحول الديمقراطي”.

كما انتقد الدقير بشدة اتهامات السفير الروسي للقوى المدنية الديمقراطية، ووصفها بأنها “عميلة مأجورة للغرب تسعى للوصول إلى الحكم”.

ووصف الدقير هذه الاتهامات بأنها “تطاول يتجاوز كل الحدود ويعتدي على الحقيقة”، مؤكداً أنّ القوى الديمقراطية السودانية تدعو في كل مواثيقها المشتركة إلى سياسة خارجية متوازنة تقوم على رعاية المصالح الوطنية وتحقيق التعاون الإقليمي والدولي في كافة المجالات.

وشدد الدقير على أنّ القوى الوطنية السودانية ظلت تناضل ضد أي تدخل خارجي – من أي دولة كانت – يسعى لتوفير الحماية لأنظمة الاستبداد والحكم الشمولي في مواجهة حق الشعوب في الانتقال الديمقراطي.

ودعا كل دول العالم إلى الامتناع عن أي أفعال أو أقوال تساهم في زيادة اشتعال نار الحرب في البلاد أو توسيع رقعتها.

كما رحب بكل جهد دولي وإقليمي يسعى للمساعدة في وضع حد لها ومعالجة الكارثة الإنسانية، وتحقيق آمال الشعب التي عبر عنها من خلال ثورة ديسمبر المجيدة.

من جانبه، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي محمد عبد العزيز في حديثه لـراديو تمازج أنّ تصريحات السفير الروسي افتقدت الكياسة واللباقة الدبلوماسية.

وأضاف عبد العزيز أنّ السفير الروسي تبنى دون مواربة وجهة نظر أحد أطراف الحرب في السودان، وسعى للتدخل في الشأن السوداني بشكل يفتقر إلى اللباقة.

كما انتقد عبد العزيز قيام السفير الروسي بتوجيه اتهامات لا أساس لها للقوى المدنية الديمقراطية، مشيراً إلى أنّ “هذا الأمر واضح لكل من يتابع الشأن السوداني ويعرف من أشعل الحرب ومن يسعى لاستمرارها”.

ورغم الانتقادات الحادة، رأى عبد العزيز أنّ “النقطة الإيجابية الوحيدة في مقال السفير الروسي هي دعوته للحوار”.

واعتبر عبد العزيز أنّ “هذا يمكن أن يكون مدخلاً إيجابياً يبنى عليه في دور تنسيق المواقف الإقليمية والدولية التي تسعى لإيقاف الحرب في السودان وتحقيق تطلعات الشعب السوداني”.

يُثير مقال سفير روسيا في السودان جدلاً واسعاً في البلاد، حيث يرى فيه كثيرون تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي وافتقاراً إلى اللغة الدبلوماسية.

وتأتي هذه الانتقادات في وقت تشهد فيه السودان أزمة سياسية وإنسانية عميقة، تزداد تعقيداً مع استمرار الصراع بين مختلف الأطراف.