وصل إلى العاصمة جوبا اليوم الثلاثاء، زعيم متمردي جنوب السودان والنائب الأول لرئيس الجمهورية المرتقب الدكتور رياك مشار على متن طائرة أممية من إقليم قامبيلا الإثيوبية.
وعاد مشار إلى جوبا بعد أكثر من عامين من تكوينه المجمومة المتمردة التي سعت للإطاحة بالرئيس سلفا كير قبل توقيع إتفاقية سلام أغسطس في العام الماضي. ومن المقرر أن يتولى مشار منصبه القديم كنائب لرئيس الجمهورية وفقاً لاتفاق تقاسم السلطة.
وصول مشار إلى جوبا اليوم يعني العودة إلى المدينة حيث بدأت الحرب الأهلية في ديسمبر كانون الأول عام 2013. وبدات الحرب على أنها معركة بين جنود ينحدرون من قبيلتي الدينكا والنوير في الحرس الرئاسي داخل الثكنات العسكرية بجوبا،وسرعان ما تحولت الحرب إلى مجهود “منظم” لقتل المواطنين المنتمين إلى عرقية النوير التي ينتمي إليها مشار، وفقاً لتحقيقات متعددة لحقوق الإنسان بما فيها تقرير صادر عن الإتحاد الأفريقي.
وكزعيم محارب، قضى مشار أيامه بين معقله في منطقة فاقاك، أديس أبابا، نيروبي وأروشا حيث جرت المفاوضات، وفي العواصم الأجنبية الأخرى حيث سافر بحثاً عن الأسلحة لدعم تمرده.
وقد عملت عدد من الدول الضامنة لاتفاق سلام أغسطس 2015، على عودة مشار إلى جوبا، والتي تشمل كينيا وأوغندا وإثيوبيا وعدد من الدول الغربية.
في الأسبوع الماضي، أعربت الدول الداعمة لإتفاق السلام عن أسفها للتأخير الناجم عن خلاف حول الأسلحة والقوات التي سيجلبها مشار معه إلى جوبا.
بعد وصول مشار اليوم، من المتوقع أن يتم تشكيل “حكومة انتقالية للوحدة الوطنية” التي من شأنها أن تشمل الموالين له وكذلك أعضاء مشار في الحركة الشعبية المعارضة، والمعتقلين السابقين، والأحزاب السياسية الأخرى، فيما سيبقى نائب رئيس جنوب السودان الحالي جيمس واني إيقا في منصبه في حين سيكون مشار “النائب الأول للرئيس” ـــ حسب النظام المعمول به أيضاً في السودان حيث يوجد نائبين للرئيس.
ونزل مشار من الطائرة التي تقله وهو يرتدي قميص أفريقي وترافقه زوجته أنجلينا تينج وأعضاء حزبه.
كان وزير الإعلام مايكل مكوي ووزير المالية ديفيد دينق أطوربي، ووفد مقدمة المعارضة، وأعضاء السلك الدبلوماسي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بين كبار الشخصيات في إستقبال مشار بمطار جوبا الدولي اليوم بعد وصوله على متن طائرة تتبع للأمم المتحدة في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر.
كما حضر قائد الحرس الرئاسي مريال شانواق ورئيس كتلة الحركة الشعبية في البرلمان توليو أودونقي ومدير جهاز الأمن الخارجي توماس دوث، وأكول بول، والمفتش العام لقوات الشرطة.