رفع الحظر في جنوب السودان: قلق وسط المواطنين وتحذيرات بتفشي”كورونا”

أثار قرار حكومة جنوب السودان برفع القيود جزئياً عن إجراءات الوقاية من فيروس “كورونا” قلقاً وسط المواطنين ما بين المؤيد والرافض للقرار، بجانب تحذيرات مسؤولين صحيين بتفشي المرض وسط الفئات الضعيفة.

أثار قرار حكومة جنوب السودان برفع القيود جزئياً عن إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" قلقاً وسط المواطنين ما بين المؤيد والرافض للقرار، بجانب تحذيرات مسؤولين صحيين بتفشي المرض وسط الفئات الضعيفة.

في الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة رفع حظر التجول جزئياً، وإستئناف الأنشطة التجارية بفتح المطاعم و الحانات وفتح مطار جوبا أمام الرحلات الجوية الاقليمية والعالمية.

وانتقد مدير منظمة الصحة العالمية في ملكال، الدكتور ايمانويل تيموثي، قرار مؤسسة رئاسة الجمهورية برفع الحظر جزئياً، واصفاً القرار  بـ"الكارثي" وإنه غير موفق من المنظور الصحي والوبائي وسوف يؤدي إلي انتشار فيروس كورونا في كل أجزاء البلاد.

وأشار تيموثي في حديثه لراديو تمازُج الثلاثاء إلى أن الحكومة قبل اتخاذ قرار رفع الحظر، كان ينبغي له النظر إلى القطاع الصحي المتدهور وضعف خبرة الكادر الطبي، وعدم توفر التجهيزات الحديثة في تشخيص وعلاج "كورونا"، وبعد المرافق الصحية من المواطنين.

ويرى الخبير في مجال الصحة العامة، أن مجهودات المنظمات الصحية في حملات توعية المواطنين بشأن "كوفيد -19" قد تذهب هدراً  ويضع المواطن في حالة حيرة من امره بشأن قرار الحكومة برفع الحظر.

وتابع"هناك إرتفاع في عدد المصابين وقرار الحكومة دفع المواطنين لمزاولة نشاطهم في أندية المشاهدة والمطاعم دون الالتزام بالإجراءات الوقائية".

وأضاف "هذا القرار يمكن ان يكون صائب إذا تمكنت الحكومة من احتواء المرض، لكن نتوقع زيادة الحالات والوفيات خلال إسبوعين".

وأشار تيموثي في حديثه إلى أنه من بين التحديات التي تواجها الدولة، وجود جهاز واحد لفحص العينات، مبيناً أنه  أكثر من ألف عينة قيد الانتظار لإجراء فحوصات معملية في الوقت الحالي.

وقال تيموثي، إن الشرائح الضعيفة في جنوب السودان معرضة لكارثة إنتشار "كوفيد -19" بسبب قرارات الحكومة، في إشارة إلى المواطنين في معسكرات الأمم المتحدة ومناطق النزاعات.

 وزاد "هؤلاء لديهم مناعة ضعيفة لأن مستوى التغذية ضعيفة نسبة للحرب والفقر والمجاعة".

وطالب تيموثي، الحكومة بإعادة النظر في قرار رفع الحظر، مناشداً بفتح مراكز العزل الصحي في الولايات الحدودية وتدريب الكوادر الطبية في كيفية التعامل مع فيروس كورونا.

► قرار الحكومة بين مؤيد ورافض

وتباينت آراء المواطنين في جنوب السودان ما بين مؤيد ومعارض لقرار رفع الحظر لأسباب إجتماعية أو إقتصادية.

إرتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدني الدخل لأغلب المواطنين وتأخر صرف مرتبات موظفي الخدمة المدنية والعسكرية لأكثر من شهور، من ضمن الأزمات أمام المواطنين في جنوب السودان.

ويرى المواطن إيمانويل تومبي، يقيم في العاصمة جوبا، أن قرار رفع الحظر الجزئي غير سليم، وسيؤدي إلى ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وأضاف "العالم كله قام بتخفيف القيود بعد التأكد من تحسن الوضع الصحي  بتراجع عدد الإصابة والوفيات، ولكن في جنوب السودان الأمر مختلف، الحكومة غير مهتمة بالقضية بصورة جادة".

مارغريت نيابا، بائعة شاي في حي بلوك بجوبا، تقول إن عودة النشاط التجاري في جنوب السودان تصب في مصلحة المواطن البسيط، ولكن إرتفاع عدد الإصابات تقلقها جداً.

وتضيف نيابا، أنه بالرغم من هذا القرار يجب على لجنة الطوارئ الصحية تشديد المراقبة على الأسواق بعد التزام المواطنين بارتداء الكمامات و التباعد الإجتماعي.

أما حكمة شكرالله، صاحبة كشك لبيع الاطعمة في حي كتور ، فقد أشادت برفع حظر التجوال من السادسة صباحاً حتي العاشرة صباحاً ، قائلة "أنها تأثرت بالحظر الفترات الماضية في تجارتها، لأنها تجهز الأطعمة في الصباح ويتم بيعها مساء".

هذا وأيد المواطن نجم الدين الصافي، المقيم في العاصمة جوبا  القرار، مشيراً إلى ان العديد من المواطنين يعتمدون على الأعمال اليومية،  وأضاف "لا استطيع أن ارى اطفالي يموتون من الجوع ، نحن نعمل لكسب  رزق اليوم باليوم ، معظم النساء يعملن كبائعات الشاي لتربية أطفالهن لذا الكل مجبر للعمل".

وناشد نجم الدين ، المواطنين للالتزام بتوجيهات وزارة الصحة التي تشمل غسل اليدين وارتداء الكمامات والتباعد الإجتماعي.

العضو البرلماني فاسكوالي وانا اشاك، قال إنه كان على الحكومة إجراء دراسات بمشاركة الجهات الطبية قبل اتخاذ القرار برفع الحظر.

وابان ان فشل الحكومة بتوفير بتوزيع مواد غذائية حسب ما وعدت به في وقت سابق دفع بالعديد من المواطنين للعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعة بحثاً عن الغذاء وزرق اليوم.

 ♦ سلفاكير يلوح بالإغلاق الكامل 

وفي يوم الثلاثاء قال الرئيس سلفاكير ذلك في كلمة القاها  في اجتماع مع قادة دول شرق أفريقيا ، ان بلاده قد تقوم فرض إغلاق كامل حال ارتفاع حالات الاصابة بكوفيد -19 اذا استمر ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا.

ويأتي تلويح الرئيس كير في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعاً لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

واشار كير ، ان حكومته نفذت حزمة من  الاجراءات الاحترازية في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس ، و عملت  اللجنة العليا على رفع الحظر جزئيا، مناشداً  المواطنين لتعزيز التباعد الإجتماعي ، و الاهتمام بغسل اليدين بالماء و الصابون أو باستخدام المطهرات.

♦ معظم شرائح المجتمع في جنوب السودان يعتمدون على الأعمال اليومية "مشاريع الصغيرة" ولا توجد إحصائيات دقيقة عنهم، فقد يكون قرار رفع الحظر لمصلحتهم بعودة الحياة من جديد لكن ينتظرهم مصير مجهول بسبب زيادة إصابات "كوفيد -19" في جنوب السودان.

وحتى الآن وصل عدد الإصابات في جنوب السودان إلى 203 حالة إصابة مؤكدة بجانب حالتي شفاء.