*مرة اخرى يقوم رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت ، بإعادة ادارة ملف أبيي الى السيد دينق ألور كوال ، العائد مرة اخرى الى احضان الحركة الشعبية بعد سنوات عديدة عقب المفاصلة المؤلمة التي تعرضت لها الحركة عقب احداث ديسمبر 2015م ، والتي اعقبتها مشاكسة سياسية طويلة افضت الى ان تعيش الحكومة عزلة دبلوماسية مؤلمة مع الخارج بسبب التحركات الخارجية التي قادتها مجموعة المعتقلين السياسين السابقين " راجع تصريحات مسؤولي الحكومة " ، والتي يقف فيها دينق ألور في مقدمة صفوفها مفاوضاً مرة وممثلاً لها في عدة لقاءات داخل الاقليم وخارجها ، تلك العزلة دفعت رئيس الجمهورية الى القول في احدي خطبه العامة ، بان ما قامت بها المجموعة في حق البلاد ، لم يقم بها زعيم المعارضة المسلحة دكتور ريك مشار الذي قاد صداماً مسلحاً في البلاد ومع ذلك فان ما قام لا يساوي ما قامت بها المجموعة من " اضرار عديدة على تحركات ومواقف الحكومة امام الخارج " بحسب ما ادلى به فخامة الرئيس .
*ومع ذلك يعيد رئيس الجمهورية هذا الملف الحساس الى السيد دينق ألور ، الذي ظل هذا الملف مرتبطاً به طوال سنوات شهر العسل القديم والذي كان فيه متقدماً الصفوف ، مفاوضاً وممثلاً لرئيس الجمهورية في العديد من المحافل الاقليمية والدولية ومساهماً بفعالية في تقوية الاواصر الدبلوماسية بين النظام الذي كان فيه احد صقوره البارزين ، مع تلك الدول التي اصبحت الان تتخذ مواقف سلبية ضد نفس النظام الذي يعود اليه ألور هذه المرة عبر بوابة ملف أبيي ، والذي يعني من زاوية اخرى ان الرجل اقترب كثيراً من بوابة الصفوف الامامية لقادة النظام في شكله الجديد ، ولن يكون ألور وحده من سيعتلي الصفوف فبعض من قادة مجموعته التي توزعت وتشتت ، تقترب بشدة من بوابة القصر الرئاسي كل وفق مهاراته من اجل الالتفاف حول " الرئيس " فقط وليس غيره .
*لم تكن عودة ألور عبر بوابة ملف أبيي صدفة ، وانما كانت عبر حوارات طويلة امتدت لاشهر قادها شخصيات متعددة من مناطق جغرافية بعيدة عن منطقة أبيي ، بعض من قادوا هذه الحوارات كانوا رفاقاً في سنوات التحرير والبعض الآخر من الوافدين الجدد للحركة او للنظام بشكله الحالي ، وهي حوارات تبحث عن تيارات جديدة تنظر بجدية الى تشكيل واقع اخر من التحالف السياسي الجديد الذي يسعى نحو تحقيق هدف مهم وهو " احتضان الرئيس ".
*ومع اعادة ملف " أبيي " الى السيد دينق ألور كوال ، يجب ان نسجل تأكيداً واحداً ، بعيداً عن كل هذه المعطيات ومنعزلاً عن التداعيات السياسية المحتملة ، وهو تأكيد يسعى للقول بان هذا الملف لا يحتاج الى " دينق ألور كوال " ، وانما يحتاج الى شخصية أخرى من الحركة التي نالت تفويضاً شعبياً من مواطني أبيي قبل سنوات طويلة ولم يشترطوا ان يكون الممسك على هذا الملف من احدى عشائر دينكا نقوك ، وهذا الملف الذي شهد تقدماً كبيراً في غياب دينق ألور يحتاج الى مواطن آخر من احدى ولايات البلاد ، ويشترط ان لا يكون من منطقة " أبيي " ، مثلما يترأس لجنة الحدود الحكومية شخص ينتمي الى ولاية ليست حدودية مع اي دولة مجاورة.
الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان
مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج