رأي | رسالة محبة إلى صديق أصيب بالكورونا

علمتُ من أحد أصدقائي، أن صديق مشترك بيننا أصيب بفيروس كورونا، بعد ان ذهب بشكل طوعي لاجراء فحص في مركز دكتور جون قرنق التشخيصي ، لاحقا اظهرت النتائج اصابته بالوباء وهو يخضع حاليا لعلاج في مركز للعزل الصحي بمدينة جوبا، اخصص كتابتي له اليوم وهي عبارة عن رسالة خاصة له اتمنى ان تكون ذات فائدة كبيرة للجميع في الوقت الحالي مع تزايد حالات الاصابة بالكورونا في البلاد بحسب الاحصائيات الرسمية التي اعلنتها اللجنة الرفيعة المستوى.

علمتُ من أحد أصدقائي، أن صديق مشترك بيننا أصيب بفيروس كورونا،  بعد ان ذهب بشكل طوعي لاجراء فحص في مركز دكتور جون قرنق التشخيصي ، لاحقا اظهرت النتائج اصابته بالوباء وهو يخضع حاليا لعلاج في مركز للعزل الصحي بمدينة جوبا، اخصص كتابتي له اليوم وهي عبارة عن رسالة خاصة له اتمنى ان تكون ذات فائدة كبيرة للجميع في الوقت الحالي مع تزايد حالات الاصابة بالكورونا في البلاد بحسب الاحصائيات الرسمية التي اعلنتها اللجنة الرفيعة المستوى. 

الى صديقي العزيز 

اتمنى ان تصلك هذه الرسالة وانت افضل حالا من يوم امس عندما تحدثنا هاتفيا ، كلي ثقة بان هذه الرسالة ستصلك لكونك تقرأ جميع الصحف التي تصدر في العاصمة جوبا بشكل يومي ، عندما اعلنت اللجنة الرئاسية العليا لمجابهة فيروس كورونا في البلاد، عن اصابة ١٠ اشخاص اخرين بالفيروس اللعين شعرت بقلق شديد لم ينتابني حتى لحظة اعلان اللجنة عن اصابة ٢٨ شخص في يوم واحد ، لم يمضي سواء يومان حتى اخبرني صديقنا المشترك هذا النباء الحزين ، وصدقني طوال الفترة التي لم نلتق فيها وجها لوجه والتي قاربت نحو شهرين بسبب المشغوليات العديدة التي تدفعنا الى عدم التواصل الاجتماعي بسبب " الزخم الهلامي العجيب " ، كما تقول في هذه العاصمة العجيبة ، فور سماعي لهذا الخبر ، ترددت كثيرا في الاتصال بك ، فالكثير من الاسئلة المزعجة راودتني ليلة امس الاول ، اتفحص هاتفي لاجد اسمك ، ثم اراجع قائمة الواتساب واجد اخر نكتة مضحكة ارسلتها لي ، رفضت الاستسلام لهذه الاسئلة المزعجة واخترت المواجهة بدلا من الراية البيضاء التي اوشكت على رفعها ، فكان اتصالي الهاتفي بك صباح يوم امس الاحد ، ووجدتك اكثر صمودا عكس ما كنت اتوقعه ، لا تزال الضحكة الحلوة لديك والحس الفكاهي الجميل الذي عرفتك به ، كل حديث دار بيننا لا يوحي بان هذه الجائحة قد اصابتك ، هل تصدق انني كنت اعتبر الامر مجرد مزحة من هذا الصديق خصوصا وان القواعد العامة لا تسمح بكشف تفاصيل المصابين بهذا الوباء اللعين ، حتى في اللحظة العجيبة جدا عندما قلت لي " يا عمك النتيجة طلعت ايجابية لكن انا صامد وزي الفل والياسمين " ، ثم كانت ضحكتك العجيبة لتضيف بعدها ، " لازم الناس تعرف انو الموضوع حقيقي ولازم يعملوا حسابهم ، وانا صامد وما بستسلم الحياة جميلة وما بتستحق انو الزول يستسلم فيها بالسهولة " ، لحظة انتهاء المكالمة الهاتفية بيننا سعدت كثيرا لصمودك وحبك للحياة وحتى هذه اللحظة اعرف بانك لاحقا ستكتب عن تجربتك بمشيئة الرب ، وستصول العاصمة جوبا لتزيد من وعي مجتمعنا عن خطورة هذا المرض ، سعدت ايضا بانك تواجه اعراض المرض بواقعية شديدة وتوصيني باهمية الالتزام بالتوجيهات الصادرة من وزارة الصحة وانا حتى الآن ومنذ صدور هذه التوجيهات لا اصافح واتجنب اماكن الازدحام ، ولا زلت احث بعض الاوغاد من اصدقائي باهمية الالتزام بتلك التوجيهات ، وساعاود صباح اليوم بالاتصال بك للاطمئنان وساحكي لك بعض النكات الضاحكة التي سمعتها يوم أمس من احد اصدقائي ومتأكد جدا انها ستضحكك كثيرا طوال اليوم ، وحتما سنلتقي في تلك " الجمبة " التي سجلت موعدا لنا للتعارف قبل اربعة اعوام من الان .

تحياتي ودعواتي الصادقة لك بالشفاء العاجل. 

الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

______________________________________________________________________________

 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج