رأي: الثورة السودانية بين طريقين و مشروعين!

أنجزت الثورة السودانية وعدها، بتحقيق شعار ” الشعب يُريد إسقاط النظام “، الذى كان ” بذرةً “، فى رحم الغيب ” غيب الثورات “، و” نُطفةً ” فى رحمها الرحيم، الذى لا يعرف الإجهاض، و” فكرةً “، بل،” حٌلماً ” مشروعاً، فى أدمغة وأفئدة الثوّار والثائرات.

أنجزت الثورة السودانية وعدها، بتحقيق شعار " الشعب يُريد إسقاط النظام "، الذى كان " بذرةً "، فى رحم الغيب " غيب الثورات "، و" نُطفةً " فى رحمها الرحيم، الذى لا يعرف الإجهاض، و" فكرةً "، بل،" حٌلماً " مشروعاً، فى أدمغة وأفئدة الثوّار والثائرات، ثُمّ تحوّل – بالنضال الصبور والجسوروالمُدرك – إلى واقع ملموس ومحسوس، يُرى بالعين المُجرّدة، فكان شعار " تسقط …بس "، تلاه، فى مُتوالية ثورية مُحكمة، شعار " سقطت ….وبس "، ثُمّ  " سقطت ….ما سقطت …تسقط تانى "، وهاهم صُنّاع الثورة، وحُرّاسها الأوفياء يدخلون مرحلة " صابّنها "، وهو قول جديد فى شعارات الثورة السودانية، لم يُسمع به من قبل، وقد أتى فى اللحظة التاريخية الحاسمة، تأكيداً على تنفيذ شعار " الثورة مستمرة…والخائن يطلع برّة "، وكانت اللحظة التاريخية الفاصلة، يوم أن واجه شعبنا وثواره وثائراته بصدورٍعاريةً – إلّا من الإيمان بالانتصار- عدّوه، بشعاره الخلّاق، والذي وضح فيه التحدّى الفاصل " رُص العساكر… رص …الليلة…تسقط …بس".  فما أعظمك يا شعب السودان !.

لمن لا يعلمون، أنّ إنتصارالثورات أمر ليس بالهيّن، وأنّ الانحياز الحقيقي للشعب والثورة، هو الإنحياز الصادق والمبدئي للشعارات التى رفع راياتها الشعب، وقدّم لأجلها كل غالىٍ وثمين ، ومازال على ألف إستعداد لمواصلة مشوار الدفاع عن الثورة وشعاراتها الراجحة… وللذين يريدون أن يُراهنوا على أىّ قُوّة ، سوى قوّة الشعب، عليهم أن يُعيدوا قراءة " قوّة البشير …. قُوّة فاسدة " !. الثورات – يا سادتي الأفاضل وسيداتى الفضليات – علمُ وفن ، وأخذُ بغير عطاء، وإيمان بحتمية الإنتصار، وديناميكية " الصُعود " و"الهبوط"، وما يحدث – الآن – ومنذ ديسمبر الماضى، من العام  2018، لهو ثورة كاملة، لا ينقصها سوى مواصلة المشوار. والمجد للثورة التى مازال حُرّاسها يعسكرون فى ( الميدان )، ويقومون بواجباتهم فى حراسة مشروع الثورة، بشعارات جديدة فى الواقع السودانى، و لنقرأ – معاً- عظمة الشعار " أرفع يدّك فوق …والتفتيش….. بالذوق "…. والشعار الإشتراكى عالي النبرة " عندك …خُت ….ما عندك ….شيل " !.

لا خوف على الثورة ونجاحها وتقدُّمها نحو تحقيق أهدافها بالكامل، من قوى الثورة المُضادة، فهى كفيلة بهم، وبتآمرهم، وقد هزمتهم، ومازالت جاهزة، وعلى استعداد – مُستدام – لهزيمتهم، مرّات ومرّات أُخرى، بقدرما الخوف من الوقوع فى شراك وأوهام عدم وضوح الرؤية فى ترتيب أولويات المرحلة، وقتل شك الهزيمة، بيقين إنتصار الثورة والثوار، والبحث عن مخرج " آنى" و " تكتيكى" ، بدلاً عن إنتصار نهائى و"إستراتيجى" للثورة، والثبات على تحقيق شعاراتها الظافرة. الثورة – يا هؤلاء – مشروعها واضح ومبين، ولها شعبُ يحميها.. وللذين – مازالوا – يراهنون على غير ذلك، البحث عن مشروعهم " الخاص " بعيداً عن مشروع الثورة السودانية، وهذا ما يجب التنبيه له. وقد قضى الأمر !.

فليحزم الثُوّار( الحقيقيون) أمرهم وعزمهم على مواصلة مشوار الثورة، دون مساومة، أو تراجُع عن ثوابت شعارات الثورة، المؤدية لتحقيق شعارها الرئيسى " حرية ….سلام …وعدالة …والثورة خيار الشعب " . وهى طريقه ومشروعه الوحيد .. وماعدا ذلك، فهو طريق، لا شكّ، سيؤدى للتفريط فى حقوق الشعب، وهو  طريق تمكين واستعادة الدولة العميقة، ومشروعها القميء .. وهذا هو مربط الفرس – فرس الثورة – الذى لا بُد أنّها رابحة، وإن طال السفر !. فيا ثُوّار السودان..انتبهوا!.

faisal.elbagir@gmail.com


مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية المؤلف، وليست راديو تمازج