قالت شراكة إقليمية تضم 10 دول، إن اتفاق الاستخدام العادل للموارد المائية من حوض نهر النيل دخل حيز التنفيذ، على الرغم من المعارضة الملحوظة من جانب مصر.
وأكدت مبادرة حوض النيل في بيان لها الأحد، أن الوضع القانوني لـ “الإطار التعاوني” أكده الاتحاد الأفريقي رسميا بعد انضمام جنوب السودان إلى المعاهدة.
صادقت إثيوبيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وتنزانيا على الاتفاقية. ورفضت مصر والسودان التوقيع، بينما امتنعت الكونغو عن التصويت. ولم تودع كينيا بعد وثائق التصديق الخاصة بها لدى الاتحاد الأفريقي.
وقالت مبادرة حوض النيل في بيانها إن الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد، “يعد دليلاً على تصميمنا الجماعي على تسخير نهر النيل لصالح الجميع، وضمان استخدامه العادل والمستدام للأجيال القادمة. وهذه لحظة لتهنئة حكومات وشعوب دول حوض النيل، وجميع الشركاء وأصحاب المصلحة، على صبرهم وعزيمتهم وتفانيهم في هذه القضية”.
إن عدم التصديق من جانب مصر والسودان – الدولتين الصحراويتين اللتين أبدتا قلقهما إزاء أي محاولات لتقليص حصتهما من مياه النيل- يعني أن الاتفاق سوف يكون مثيرا للجدل.
ولقد زادت التوترات في المنطقة، ويرجع ذلك جزئيا إلى بناء إثيوبيا لسد بقيمة 4 مليارات دولار على النيل الأزرق، وهو إحدى الروافد الرئيسية لنهر النيل. وتخشى مصر أن يكون للسد تأثير مدمر على إمدادات المياه والري في مجرى النهر ما لم تأخذ إثيوبيا احتياجاتها في الاعتبار. وتخطط إثيوبيا لاستخدام السد لتوليد الكهرباء التي تشتد الحاجة إليها.
وتنص بند الحقوق في الاتفاق على أن دول حوض النيل “يجب أن تستخدم في أراضيها موارد المياه لنظام نهر النيل بطريقة عادلة ومعقولة”.
يبلغ طول نهر النيل 6695 كيلومترًا (4160 ميلًا)، وهو أطول نهر في العالم، حيث يبدأ إحدى روافده، النيل الأبيض، في جنوب السودان والآخر، النيل الأزرق، في إثيوبيا.
في خضم النزاع مع إثيوبيا، بدت مصر مؤخرا وكأنها تعزز موقفها في منطقة القرن الأفريقي من خلال التعهد بالتعاون الأمني مع الصومال، التي تعارض جهود إثيوبيا في السعي إلى الوصول إلى البحر عبر إقليم أرض الصومال المنشق عن الصومال. وبموجب شروط الاتفاق الذي توصل إليه الأسبوع الماضي، يمكن لمصر نشر قوات حفظ سلام في الصومال عندما تنتهي ولاية قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في نهاية عام 2024.
منح الاتفاق بين مصر والمملكة المتحدة، مصر والسودان المصب حقوقا في مياه النيل، حيث تأخذ مصر 55.5 مليار متر مكعب والسودان 18.5 مليار متر مكعب من إجمالي 84 مليار متر مكعب، مع فقدان 10 مليارات بسبب التبخر.
هذا الاتفاق، الذي وُقِّع لأول مرة في عام 1929، لم يأخذ في الاعتبار الدول الأخرى الواقعة على طول حوض النهر، والتي كانت تسعى إلى التوصل إلى اتفاق أكثر إنصافا.